الحوثي يبحث عن سلام زائف على الطريقة الإيرانية في اليمن
تستمر مراوغات المليشيات الحوثية في اليمن، والتي كان أخرها إعلانها الإفراج من جانب واحد عن 290 مختطفاً في سجون صنعاء، مدعية أن ذلك يأتي ضمن خطتها الساعية للسلام، في الوقت الذي تقوم فيه بفبركة تنفيذ عملية عسكرية قالت إنها تسببت في السيطرة على كميات كبيرة من الأسلحة في "محور نجران".
تريد المليشيات الحوثية سلاماً في اليمن على الطريقة الإيرانية، إذ أنها تحاول أن تفرض سياسية الأمر الواقع وأن تحصل على مكاسب من ورائها، في حين أن يدها الأخرى تنخرط في ارتكاب جرائم إرهابية من المفترض أنها تجهض أي محاولة للسلام، وهو ما تحاول إيران تنفيذه حالياً مع الولايات المتحدة الأمريكية إذ أنها تتشدق بالرغبة في السلام في حين أنها تشعل الأوضاع في المنطقة العربية على الجانب الآخر.
وكشف مسؤولون حكوميون أن الميليشيات الحوثية "استخدمت في مزاعمها مخزونها من مشاهد الفيديو والأسرى لمحاولة التفاف فاشلة نفذته قبل أشهر على عدد من كتائب لواء الفتح في محور كتاف، وقد تم في حينه وبدعم من طيران التحالف العربي في اليمن فك الحصار والتعامل مع عناصر المليشيات والقضاء بشكل كامل على ما يسمى لواء الصماد 3"
يذكر أن ميليشيات الحوثي كانت قد ادعت تنفيذ عملية عسكرية قالت إنها تسببت في السيطرة على كميات كبيرة من الأسلحة تضم مئات الآليات والمدرعات، وأسر الآلاف من قوات الشرعية في "محور نجران".
وسبق أن أعلن المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية العقيد تركي المالكي، نهاية أغسطس الماضي، عن محاولة لعملية التفاف حول الجيش في مديرية كتاف، لكن التحالف قام حينها بعملية إسناد للجيش وكبد الميليشيات الحوثية خسائر كبيرة.
ويرى مراقبون أن الميليشيات الحوثية تروج لتلك الانتصارات "الوهمية بهدف التغطية على مأزقها السياسي والعسكري وعزلتها الشعبية ورفع الروح المعنوية المنهارة لعناصرها، وإظهار قدرتها على تحقيق انجاز على الارض والاستمرار في حربها بالوكالة لصالح أسيادها في طهران والتشويش على جريمة الاستهداف الايراني لشركة ارامكو النفطية".
كما أكد أن الميليشيات المدعومة من إيران تلقت خلال الاشهر الماضية ضربات موجعة وتكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في مختلف الجبهات.
ولعل ما يبرهن على أن دعوة الحوثي للسلام هدفها الاستعراض الإعلامي فقط، أن القوات المشتركة اليوم الاثنين، تمكنت من إحباط محاولة تسلل حوثية في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، وذلك بعد أن قامت بحشد عناصرها للتقدم نحو مواقع القوات المشتركة مستخدمة مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
وأضافت المصادر،أن جميع محاولات المليشيات الحوثية نحو عملية التقدم باءت بالفشل على أيدي القوات المشتركة، وأن المليشيات الحوثية كانت مسنودة بقصف مكثف بالمدفعية الثقيلة المباشرة وغير المباشرة، بالإضافة إلى الأسلحة المتوسطة والخفيفة إلا أن القوات المشتركة تمكنت من إفشال هذه المحاولات.
ولفتت المصادر، إلى أن القوات المشتركة قامت برصد تحركات المليشيات، وتمكنت من التصدي لها بكل قوة ، موضحة أن المواجهات التي استمرت لساعات أسفرت عن هزيمة المليشيات الحوثية وتكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار .
فيما قصفت مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، اليوم الاثنين، مواقع القوات المشتركة في مديرية حيس جنوب الحديدة، وقامت المليشيات بإطلاق النار بشكل مكثف على مواقع القوات المشتركة في الأطراف الشمالية لمديرية حيس بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وبالأسلحة القناصة وبالقذائف المدفعية .
كما قصفت مليشيات الحوثي اليوم الاثنين أيضاً، مواقع القوات المشتركة شرق مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة، وبحسب مصادر عسكرية ميدانية إن عناصر مليشيا الحوثي أطلقت النار على مواقع القوات في الدريهمي بالقذائف والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والأسلحة القناصة .
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الإثنين، الإفراج عن 290 محتجزا يمنيا من سجون مليشيات الحوثي، مشيرة إلى أن بينهم 42 ممن كانت تحتجزهم المليشيا في سجن ذمار.
وأشارت اللجنة في بيان لها إلى أنها قدمت المساعدات النقدية، لتغطية تكاليف السفر وغيرها من النفقات التي قد يحتاجها المحتجزون المفرج عنهم أثناء رحلة عودتهم إلى ديارهم.