شهادات أمريكية على الجرائم الحوثية.. موت فظيعٌ يتكرر كل يوم

الثلاثاء 1 أكتوبر 2019 12:20:52
شهادات أمريكية على الجرائم الحوثية.. "موت فظيعٌ" يتكرر كل يوم

على مدار خمس سنوات ويزيد، هي عُمر الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية حتى الآن، كثرت التقارير التي توثّق جرائم شديدة العدوانية التي ارتكبتها المليشيات، كبّدت من خلالها المدنيين أعباءً لا حصر لها.

الجديد هذه المرة تمثّل في إدانة صادرة عن إدانة طلاب أمريكيين صُدِموا من هول ما رأوا من جرائم مروّعة ارتكبتها المليشيات الموالية لإيران.

الطلاب، بحسب صحيفة الشرق الأوسط، شاهدوا بمقر الجامعة الدولية بجنيف ندوةً بعنوان (الدروس المستفادة من 100 قصة إنسانية حول النساء والأطفال في اليمن)، مقاطع فيديو تظهر عددا من ضحايا الميليشيات الحوثية.

شارك في الندوة عددٌ من ذوي ضحايا الميليشيات، بينهم طفل وشقيقته، كانوا يتحدثون عن الإصابات البالغة التي تعرضوا لها جراء الانتهاكات الحوثية، ليظهر التعاطف الكبير من قبل الحضور لا سيما طلاب الجامعة.

حضر الندوة عددٌ من المهتمين الأوروبيين بالأوضاع الإنسانية في اليمن، بينهم البروفسور ألكسندر لامبرت، مدير برنامج سياسات الصحة والتنمية العالمية، حيث شدد المتحدثون على أنّ الانتهاكات التي يقوم بتنفيذها الحوثيون، هي واحدة من أكثر حالات العدوان المدني دموية في التاريخ الحالي الذي أودى بحياة الآلاف من الأبرياء من المدنيين في اليمن.

وخلال الندوة، عُرضت مقاطع فيديو تحدث خلالها عدد من ضحايا المليشيات، في مناظر مؤثرة تدل على الوحشية التي وصل إليها الحوثيون.

الطالبة الأمريكية نيفر باسيلي، التي تدرس تخصص الدراسات الدولية، قالت إنّه على الرغم من بعض المعلومات التي ينشرها البعض عبر "فيسبوك" و"تويتر" إلا أنها لم تكن كافية بالنسبة لها.

وأضافت: "بعد ما رأينا، أشعر أن أمامنا مسؤولية لنجدة اليمنيين، من خلال ما نطرحه في مواقع التواصل الاجتماعي".

من جهتها، ذكرت أتيلر جونسون الطالبة في تخصص الطب العام، أنها تتفق مع زميلتها نيفر فيما أشارت له، وتابعت: "بحكم تخصصي في الصحة العامة والطب، كنت على علم بالأزمة اليمنية، والمعاناة التي يعانيها الشعب هناك، لا سيما في الجانب الصحي، فعلى سبيل المثال أعلم جيدًا عن قضية وباء الكوليرا، لكن في المقابل أنا لا أعلم بما يكفي عن الانتهاكات الإنسانية هناك، كما شاهدت الآن في مقاطع الفيديو وتحدث عنها اليمنيون، فهي تؤثر على الحياة اليومية للشعب هناك".

وأشارت إلى أنّ اليمنيين عرضوا نموذجًا لمائة قصة تحكي جوانب إنسانية صعبة في بلادهم، وهذا يكفي لفهم ما يجري هناك.

أمّا الطالبة ميكنزي دندفي، المتخصصة في الشؤون الدولية في العاصمة واشنطن، فذكرت أنها لم تكن تعرف الكثير عن الأزمة اليمنية؛ لأنها لم تلاحظ أن هناك من يتطرق لها كثيرا في محيطها، غير أن هذه الندوة التي نظمها مجموعة من اليمنيين كانت مفيدة بما تضمنته من معلومات، جعلتهم على علم بما يحدث هناك.

حوثيًّا، تكشف الإحصاءات المحلية والإقليمية والدولية عن حجم المآسي التي يعيشها ملايين المدنيين في ظل سيطرة الحوثيين على بعض المناطق، حيث أقدمت المليشيات على ارتكاب كافة صنوف الانتهاكات والجرائم على النحو الذي كبّد المواطنين أعباءً لا تُطاق.

ومؤخرًا،كشفت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنفتها الأسوأ عالمياً، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.

وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.

وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.

وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.

كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).

في الوقت نفسه، كشفت منظمة الصحة العالمية أنّ سوء التغذية الحاد الكلي يكون مقبولاً عند أقل من 5٪ وضعيفًا، دون نسبة 10٪ وطارئًا عند أكثر من 15٪.

هذا الوضع المأساوي لا تتحمّل مسؤوليته المليشيات الحوثية وحدها، لكنّ حكومة الشرعية شاركت في الجُرم بشكل مروِّع، بعدما تركت نفسها لاختراق حزب الإصلاح الإخواني، الذي فرض أجندته وإرهابه على تحركاتها.

أبرز خطايا "الإصلاح" كان تسيير الشرعية في طريق خيانة التحالف العربي، عندما تحالف الحزب النافذ في الحكومة مع المليشيات الحوثية، وسلّمها جبهات استراتيجية وجمّد القتال في جبهات أخرى، ما كبّد التحالف العربي عواقب وخيمة تمثّلت أبرزها في تأخير الحسم العسكري في مواجهة المليشيات الموالية لإيران.

لم يكتفِ "الإصلاح" بهذا الغدر وهذه الخيانة، بل حرّف بوصلة الحرب وشوّه مسارها، وخلت أجندته واهتماماته من العمل على استعادة صنعاء من قبضة الحوثي، بل أصبح الشغل الشاغل لحكومة الشرعية هو العمل على احتلال العاصمة عدن وإحداث فوضى عارمة في الجنوب ونهب مقدراته تمهيدًا للسيطرة عليه.

اقتصاديًّا أيضًا، لم تُفلِح حكومة الشرعية في انتشال ملايين المدنيين من الحالة المعيشية الصعبة الناجمة عن الحرب الحوثية، وركّز وزراؤها والعناصر القيادية في هيكلها الإداري على تكوين ثروات كبيرة.

وعلى الرغم من كثرة القرارات الاقتصادية على مدى السنوات الماضية، إلا أنَّ هذه القرارات والتعيينات الجديدة لم تنعكس بشكل إيجابي على حياة المواطنين، لتتواصل مؤشرات الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي.

قادت هذه الجرائم عديدة الأوجه، إلى حياة بائسة يحياها الملايين في ظل الانتهاكات الحوثية - الإخوانية التي بات التصدي لها لزامًا وعلى وجه السرعة قبل أن يفوت الأوان.