الحل السياسي المنقوص.. استراتيجية التحالف تصطدم بـخيانات مليشيا الإصلاح

الثلاثاء 1 أكتوبر 2019 13:35:03
الحل السياسي "المنقوص".. استراتيجية التحالف تصطدم بـ"خيانات" مليشيا الإصلاح

من جديد، يؤكد التحالف العربي أنّ حل الأزمة اليمنية القائمة منذ صيف 2014 عندما أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية لن يكون إلا سياسيًّا، لكنّ هذه الاستراتيجية تبدو منقوصة بعض الشيء.

الحل السياسي يتّفق عليه الكثيرون من أجل حل الأزمة الراهنة، إلا أنّه في الوقت نفسه فإنّ التحالف العربي لا يجب أن يترك الأمور على وضعها الراهن، فيما يتعلق بالاختراق الإخواني لحكومة الشرعية، وما له من مآلات كبّدت التحالف الكثير من الخسائر.

الناطق باسم التحالف العربي العقيد ركن تركي المالكي أكّد - أمس الاثنين - أنَّ الحل السياسي للأزمة هو الخيار الأفضل، مبينًا أنّ هذا الأمر يتحقق عبر انصياع الحوثيين لقرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الشامل.

وأضاف أنّ إعلان المليشيات الحوثية خفض التصعيد يتوجب وقف الأعمال الإرهابية في مضيق باب المندب وتهديد الملاحة والتجارة الدولية، متابعًا: "التحالف مع الحل السياسي، والخيار العسكري هو أداة للضغط على الميليشيات للجلوس على طاولة المفاوضات".

تأكيد التحالف العربي بين حينٍ وآخر على أهمية حل الأزمة سياسيًّا والعمل على تجنيب المدنيين مزيدًا من الخسائر هو أمر يتفق مع الكثيرون، لكنّ الأمر أيضًا مشوب بكثيرٍ من التحذيرات من الألاعيب التي يحيكها "إخوان الشرعية" ضد التحالف.

وارتكبت مليشيا حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية في اليمن، الكثير من الخيانات ضد التحالف ما تسبّب في تأخير حسم الحرب بشكل كبير، واستفادة الحوثيين على نطاق واسع.

وكانت مصادر "المشهد العربي" قد كشفت قبل يومين، أنّ المليشيات الإخوانية سلّمت ثلاثة ألوية على الحدود السعودية لصالح مليشيا الحوثي، ضمن سلسلة طويلة من الطعنات الإخوانية الغادرة بالتحالف.

وعلى مدار سنوات، مثّلت الخسارة الأكبر للتحالف من خيانات "الإصلاح" في تأخّر حسم الحرب أمام الحوثيين، بعدما حوّلت المليشيات الإخوانية إلى مسار منحرف بعيدًا عن صنعاء وصبّت جام عدائها ضد الجنوب وأرضه وشعبه.

لكن الأخطر في الجريمة الإخوانية الأخيرة هو وصول الخيانة إلى المسافة صفر وذلك بتسليم مواقع على الحدود السعودية للمليشيات الحوثية، حيث تتخطّى هذه الجريمة كل حدود العبث وتتجاوز ما يُطاق، لتبرهن على الوجه الإرهابي لحزب الإصلاح، واتخاذه مصطلح "الشرعية" عباءة لتمرير أجنداته القبيحة.

يُشير هذا الواقع إلى ضرورة حتمية لتغيير هذا الهيكل المخترق لحكومة الشرعية، الذي غدر بالتحالف على الرغم الجهود الكبيرة التي قدّمها التحالف من أجل هذا الفصيل.