هادي يترنح والحكومة تتهاوى والإصلاح ينهار.. تحرك سعودي يضبط بوصلة الشرعية
يبدو أنّ المملكة العربية السعودية قد نفذ صبرها من العبث الذي تسبّبت فيه مليشيا حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي الذي يسيطر على حكومة الشرعية، والذي أدّى إلى إطالة أمد الحرب على المليشيات الحوثية الانقلابية بشكل غير مقبول.
مصادر إعلامية كشفت اليوم الثلاثاء، أنّ السعودية ستُقدِم على إجراء العديد من التغييرات في سياساتها المتعلقة بالتعامل مع الأزمة اليمنية، والحديث هنا يتعلق تحديدًا في نظام الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي وحكومة الشرعية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح الإخواني.
المصادر قالت إنّ الرياض تبحث عن إيجاد شرعية جديدة بديلة عن هادي وحليفه حزب "الإصلاح" بعد فشل الشرعية الحالية وتحوُّلها إلى أداة بأيدي جهات معادية للسعودية ورفض هذا التماشي مع تغير استراتيجية المملكة في التعامل مع الأزمة.
المصادر أضافت أنّ السعودية توصّلت إلى هذا القرار بعدما بذلت كل جهودها في انتشال "الشرعية" من وضعها الحالي، وقدّمت لها كل الإمكانيات والسبل والدعم، إلا أنّها فشلت في كل الأحوال وتسببت ببروز معارك جانبية وتورط الشرعية بدعم الإرهاب ووضع التحالف العربي في مأزق.
وكشفت المصادر أنّ المملكة حاولت بكل السبل الفصل بين شرعية هادي وبين حزب الإصلاح، إلا أنّ الرئيس المؤقت رفض ذلك وعمل على تعطيل كل التوجهات السعودية لعزل هادي عن نفوذ الإخوان.
وأصبحت السعودية، وفق المصادر، مقتنعة باستحالة ضبط "الشرعية" بوضعها الحالي، وباتت مدركةً بخطورة ما تقوم به الشرعية من إعاقة لمعركة التحالف المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
المملكة بحثت كل الجوانب القانونية وتوصلت إلى إمكانية إيجاد شرعية جديدة بالاعتماد على السياق القانوني للمبادرة الخليجية والبدء بفترة انتقالية جديدة، الأمر الذي يتيح للمملكة، وفق المصادر التي تحدّثت لصحيفة "يورابيا" الدولية، إيجاد شرعية بديلة عن شرعية هادي وتقديم كامل الدعم لها داخل الأمم المتحدة ومجلس الامن وكذا الدعم في داخل اليمن.
ما كشفته المصادر يؤكّد أنّ المملكة قد استنفذت كافة صور الصبر على الخطايا التي ارتكبتها مليشيا الشرعية تحت سيطرة الإخوان، ولعل أبرزها تعطيل الحرب على الحوثيين من خلال من خلالها تسليم مواقع استراتيجية للمليشيات أو تجميد جبهات أخرى.
كما فشل "المؤقت" هادي وحكومته، على مدار السنوات المتعاقبة، في توفير حياة آدمية للمدنيين في المناطق المحررة، لكنّ هذا الفصيل حرص على تكوين ثروات مالية كبيرة وتقوية نفوذه على حساب ملايين المواطنين.
وكانت مصادر "المشهد العربي"، قد كشفت يوم السبت الماضي، أنَّ حزب الإصلاح الإخواني سلّم ثلاثة ألوية عسكرية إلى مليشيا الحوثي عند الحدود السعودية.
الألوية الثلاثة، حسبما كشفت المصادر، تديرها عناصر تابعة للمليشيات الإخوانية، وتعمل تحت إشراف مباشر من الإرهابي علي محسن الأحمر نائب الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، حيث تمّ تسليم هذه الألوية دون قتال وبتفاهم بين الفصيلين الإرهابيين، حيث انضمت جنود الألوية إلى صفوف مليشيا الحوثي.
الثلاثة ألوية تضم مدرعات مصفحة وأطقمًا وأسلحة ثقيلة بينها مدافع ومضادات طيران، وقد أشارت المصادر إلى أنّه تمّ التفاهم بين المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية على استلام الألوية العسكرية دون قتال.
وفي دليل آخر على ضيق السعودية من "إخوان الشرعية"، تكشف آغلب التسريبات عن حوار جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية بأنّه سيتم تشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة وبالمناصفة، تخلو من عناصر تابعة لـ"الإصلاح" ما يُشكِّل ضربة قاسمة للحزب الإخواني.
وعلى الرغم من تأخُّر التحرك السعودي على رأس التحالف العربي ضد النفوذ الإخواني في حكومة الشرعية، إلا أنّه "أن تأتي متأخرًا خيرًا ألا تأتي".