جحيم المليشيات.. جرائم مروّعة في الحرب الحوثية على الضالع (أرقام صادمة)
تقارير
جحيم المليشيات.. جرائم مروّعة في الحرب الحوثية على الضالع (أرقام صادمة)
خمس سنوات ولا يزال عداد الموت لا يتوقّف، ارتكبت المليشيات الحوثية خلالها العديد من الجرائم ضد الإنسانية، كبّدت فيها المدنيين أعباءً غير مسبوقة، ومأساة إنسانية لا تُطاق.
الناطق باسم القوات المشتركة في محافظة الضالع ماجد الشعيبي أكَّد ارتكاب مليشيا الحوثي أكثر من ألف انتهاك بحق المدنيين، منذ بدء هجومها على الأطراف الشمالية للمحافظة، رغم فشلها عسكريًّا.
وقال الشعيبي - في بيانٍ - إنّ المليشيات الحوثية لم تنجح بتحقيق أهدافها العسكرية، لكنَّها في المقابل أوغلت في تعميق جراح المدنيين من خلال انتهاكاتها الممنهجة.
وسجّل الهجوم الحوثي الهمجي على المحافظة، عشرة آلاف و123 حالة انتهاك، تنوّعت بين القتل والإصابة وإطلاق الصواريخ الباليستية، وشن الهجمات العشوائية على المدنيين، واتخاذ المختطفين دروعًا بشرية، والاعتقالات التعسفية، والإخفاء القسري.
وشملت الجرائم كذلك استهداف الأحياء السكنية والأسواق الشعبية بأنواع الأسلحة كافة كقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا وتفجير المنازل، بالإضافة إلى زراعة الألغام في الأراضي الزراعية والطرق وعمليات التهجير والنزوح القسري.
ووثّق البيان 130 حالة قتل، بينهم 12 طفلًا و10 نساء، و272 حالة إصابة، بينهم 40 طفلًا و22 امرأة، كما تم توثيق 40 حالة اعتقال واختطاف وإخفاء قسري بينهم 10 أطفال.
وتعمَّدت المليشيات الحوثية سياسة التدمير الممنهج للبنية التحتية من ممتلكات عامة أو خاصة، ومنشآت خدمية، ومؤسسات صحية وتعليمية، ومنازل ومزارع ودور عبادة، حيث بلغ عدد ما دمَّرته المليشيات 642 منشأة، منها 91 منزلًا تضررت بشكل كلي و514 بشكل جزئي، كما فجر الحوثيون 24 منزلاً و3 جسور.
إضافةً إلى ذلك، تمّ توثيق إتلاف ونهب 214 مزرعة ومنع ريها بالمياه، وتدمير 12 مضخة، ولم تسلم حتى الأعيان الثقافية والمساجد من تلك الاعتداءات، حيث تم توثيق تدمير 5 مساجد.
واستهدفت المليشيات أيضًا، المدارس والمؤسسات التعليمية مسببة حرمان الآلاف من طلبة الجامعات والمدارس من التعليم، وبلغ عدد انتهاكات القطاع التعليمي 21 انتهاكًا، منها تدمير 3 مدارس بشكل كلي و6 بشكل جزئي وكليتين جامعيتين ومعهدين تقنيين، وتحويل 8 مدارس إلى ثكنات عسكرية، والاعتداء على سيارة إسعاف و3 مسعفين.
ولم تسلم أي منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين من جرائم حرب ترتكبها المليشيات، حتى أغرقت المدنيين في أزمة إنسانية مروّعة.
حوثيًّا، تكشف الإحصاءات المحلية والإقليمية والدولية عن حجم المآسي التي يعيشها ملايين المدنيين في ظل سيطرة الحوثيين على بعض المناطق، حيث أقدمت المليشيات على ارتكاب كافة صنوف الانتهاكات والجرائم على النحو الذي كبّد المواطنين أعباءً لا تُطاق.
ومؤخرًا،كشفت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنفتها الأسوأ عالمياً، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.
وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.
وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.
ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.
وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.
كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).
في الوقت نفسه، كشفت منظمة الصحة العالمية أنّ سوء التغذية الحاد الكلي يكون مقبولاً عند أقل من 5٪ وضعيفًا، دون نسبة 10٪ وطارئًا عند أكثر من 15٪.