سلام الحوثي المزعوم يفسح المجال أمام قطر وإيران للعبث باليمن
رأي المشهد العربي
على مدار الأيام الماضية حاولت المليشيات الحوثية إيهام العالم بأنها ساعية للسلام، وبدأت في اتخاذ إجراءات بعضها إعلامية عن طريق ما يسمى برئيس المجلس السياسي الأعلى، وأخرى ظاهرية من خلال الإفراج عن عشرات المختطفين من جانب واحد، ولكن بالتدقيق في الأمر فإن هذا السلام الزائف يبقى هدفه الأساسي إفساح المجال أمام إيران وقطر لارتكاب جرائمها في اليمن.
الهالة الإعلامية التي حاول الحوثيين تصويرها بعد حديث المشاط عن السلام، من دون أن يترجم في هيئة خطوات ميدانية عسكرية تبرهن على أن هناك رغبة فعلية في ذلك، تسمح لإيران بتخفيف الضغوطات عليها بعد أن صعًد العالم من لهجته تجاهها في أعقاب استهدافها لمعملين تابعين لشركة أرامكو السعودية قبل عشرة أيام تقريبا.
وكذلك فإن المراوغة الجديدة تحاول وضع إيران باعتبارها طرف ساعي للسلام، وأن الأطراف الأخرى هي من ترفض ذلك وهو ما يعطي مبرراً لها من أجل الاستمرار في عملياتها الإرهابية ضد بلدان المنطقة وتحديدا دول التحالف العربي، ويؤكد ذلك على أن إيران ماضية في استغلال المليشيات الحوثية في استهداف المملكة العربية السعودية.
وفي المقابل فإن السياسية الحوثية الحالية تغطي على الدعم القطري غير المحدود للمليشيات في الفترة الأخيرة بعد أن كانت همزة الوصل بينها وبين عناصر الإصلاح وقادت اجتماعات في العاصمة العمانية مسقط بين قيادات في الشرعية وبين عناصر حوثية، في خطوة تستهدف بالتأكيد التصعيد ضد التحالف العربي والابتعاد مراحل بعيدة عن السلام.
استطاعت المليشيات الحوثية أن تلفت الأنظار إلى سلامها المزعوم وهي تدرك تماما أنها غير جادة فيه لأنها لم تتوقف عن ارتكاب الجرائم الإرهابية بحق أهالي الحديدة، وعطلت اتفاق ستوكهولم الموقع منذ نهاية العام المنقض، ورفضت الانسحاب من موانئ الحديدة، وتستمر في تزيف الحقائق وادعاء قيامها بعمليات إرهابية ضخمة ضد المملكة العربية السعودية في محاولة لها لوضعها وكأنها الطرف الأضعف.
لكن في المقابل فإن التحالف العربي وقف بالمرصاد أمام المراوغات الحوثية ولم ينجرف بالرد أو التعليق على مثل هذه المهاترات، بل استمر في تفنيد العديد من الجرائم التي مازالت تقوم بارتكابها حتى الآن، ويبدو من الواضح أن التحالف لن يسمح بتكرار سياسية استهلاك الوقت في سلام زائف من دون أن تكون له آثاره على أرض الواقع.
كما أن التحالف يدرك جيداً أن هذا جزء من سياسية قطرية تسعى إليها في مواقفها من بلدان المقاطعة العربية فهي تقوم بارتكاب جميع الممارسات التي تهدد أمن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر، لكنها في الوقت ذاته تظهر كأنها ساعية للمصالحة، وبالتالي فأن ذلك يعني أن الكذب الحوثي ورائه قطر وإيران ضمن سياسية إقليمية تسعى لعدم استقرار المنطقة.