زيارة جريفيث لصنعاء.. هل فشلت جهود التسوية قبل أن تبدأ؟

الأربعاء 2 أكتوبر 2019 13:01:15
زيارة جريفيث لصنعاء.. هل فشلت جهود التسوية قبل أن تبدأ؟

مثّلت زيارة المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث إلى صنعاء خطوة جديدة من الدبلوماسي البريطاني نحو الضغط صوب تنفيذ بنود اتفاق السويد، الموقّع منذ ديسمبر الماضي وأجهضته المليشيات الحوثية بأكثر من سبعة آلاف خرق لبنوده.

مكتب جريفيث قال إنّ الزيارة تستمر يومين، لكنّه لم يذكر تفاصيل القضايا التي سيناقشها مع قادة المليشيات، إلا أنّ مصادر مطلعة رجّحت أن الزيارة تهدف إلى العمل على إحياء اتفاق السويد وتنفيذ بنوده.

قبل زيارته إلى صنعاء، أجرى جريفيث جولةً شملت كلًا من السعودية وسلطنة عمان والولايات المتحدة، ضمن مباحثاته للتوصُّل إلى تسوية سياسية لحل الأزمة القائمة منذ أن أشعلت المليشيات حربها العبثية في صيف 2014.

اللافت أنّ في الوقت الذي كانت تحط فيه طائرة جريفيث بصنعاء، كانت المليشيات قد منعت مسؤولًا رفيعًا من المفوضية الأممية لحقوق الإنسان من دخول صنعاء، وأمروا طائرته بالإقلاع بعد وقت قصير من هبوطها.

وكالة "أسوشييتد برس" قالت إنّ الإجراء الحوثي جاء بعد تقرير لاذع قدَّمه خبراء بتكليف من مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أورد فيه تفاصيل الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات في الحرب، بما في ذلك العنف الجنسي ضد نساء في سجون يديرها الحوثيون.

ووفق الوكالة، أفاد مسؤولو المفوضية بأنه بعد وصول ممثل المفوضية العبيد أحمد العبيد، إلى صنعاء أمس الأول الاثنين، استقل مسلحون من مليشيا الحوثي الطائرة، وسحبوا تصريح سفره، وأمروا قائد الطائرة بالمغادرة.

إقدام الحوثيين على طرد المسؤول الأممي أعطى رسالة حول تعاطي المليشيات مع هذا الملف على وجه التحديد، وأنّها لن تجنح في طريق السلام، ومصرّةٌ على التصعيد، ما يعني إفشالًا استباقيًّا لجولة جريفيث في صنعاء الباحِثة عن تسوية سياسية.

إجمالًا، أثبتت الأمم المتحدة، وفق الكثير من المراقبين، فشلًا في التعامل مع معطيات الأزمة في اليمن، فيما يتعلق بالجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي دون عقابٍ رادع لها، كما أنّ تغاضت عن كل الخروقات التي أجهضت بها المليشيات اتفاق السويد وحرّفت مساره.