مكالمة الجبواني والحوثي.. طعنة إخوانية جديدة في ظهر التحالف
توطيدًا للعلاقات سيئة السُمعة التي تجمع بين الفصيلين الإرهابيين، تلقّى وزير النقل في حكومة الشرعية صالح الجبواني مكالمة هاتفية من محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى المجلس السياسي التابع للمليشيات.
المكالمة كشف عنها صحفي يراسل وسائل إعلام أجنبية، لكنّه لم يكشف عن فحواها، بيد أنّه أوضح أنّها جرت خلال وجود الجبواني في سلطنة عمان.
الجبواني في سلطنة عمان يرافقه عدد من قادة الشرعية، بينهم وزير الداخلية أحمد الميسري، وكانوا قد التقوا في الأيام الماضية مع قيادات بالمليشيات الحوثية، وذلك تحضيرًا على ما يبدو لمرحلة جديدة من التقارب الحوثي الإخواني الذي يُمثل طعنة شديدة الغدر من حكومة الشرعية بالتحالف العربي.
اللافت أنّ وفد حكومة الشرعية حاول نفي عقد لقاءات مع الحوثيين، إلا أنّ أدلة عديدة وصورًا موثقة فضحت هذا التقارب المروّع، التي تزامن "من غير الصدفة" مع تسليم حزب الإصلاح ثلاثة ألوية لصالح سيطرة المليشيات الموالية لإيران.
وبعدما توالى الكشف عن جرائم التقارب الحوثي الإخواني، تشير أغلب التسريبات والتوقعات بأنّ التحالف العربي سيُقدِم على اتخاذ العديد من التحرُّكات على الفور من أجل إعادة ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين عبر استئصال نفوذ "الإصلاح" وإزاحة الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي الذي يُصِر على أن يترك نظامه سداحًا مداحًا لإرهاب الحزب الإخواني.
وكانت مصادر قد كشفت أمس الثلاثاء، أنّ السعودية ستُقدِم على إجراء العديد من التغييرات في سياساتها المتعلقة بالتعامل مع الأزمة اليمنية، والحديث يتعلق تحديدًا بنظام هادي وحكومة الشرعية.
المصادر قالت إنّ الرياض تبحث عن إيجاد شرعية جديدة بديلة عن هادي وحليفه حزب "الإصلاح" بعد فشل الشرعية الحالية وتحوُّلها إلى أداة بأيدي جهات معادية للسعودية ورفض هذا التماشي مع تغير استراتيجية المملكة في التعامل مع الأزمة.
وأضافت المصادر أنّ السعودية توصّلت إلى هذا القرار بعدما بذلت كل جهودها في انتشال "الشرعية" من وضعها الحالي، وقدّمت لها كل الإمكانيات والسبل والدعم، إلا أنّها فشلت في كل الأحوال وتسببت ببروز معارك جانبية وتورط الشرعية بدعم الإرهاب ووضع التحالف العربي في مأزق.
وكشفت أنّ المملكة حاولت بكل السبل الفصل بين شرعية هادي وبين حزب الإصلاح، إلا أنّ الرئيس المؤقت رفض ذلك وعمل على تعطيل كل التوجهات السعودية لعزل هادي عن نفوذ الإخوان.
وأصبحت السعودية، وفق المصادر، مقتنعة باستحالة ضبط "الشرعية" بوضعها الحالي، وباتت مدركةً بخطورة ما تقوم به الشرعية من إعاقة لمعركة التحالف المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
المملكة بحثت كل الجوانب القانونية وتوصلت إلى إمكانية إيجاد شرعية جديدة بالاعتماد على السياق القانوني للمبادرة الخليجية والبدء بفترة انتقالية جديدة، الأمر الذي يتيح للمملكة، إيجاد شرعية بديلة عن شرعية هادي وتقديم كامل الدعم لها داخل الأمم المتحدة ومجلس الامن وكذا الدعم في داخل اليمن.
ما كشفته المصادر يؤكّد أنّ المملكة قد استنفذت كافة صور الصبر على الخطايا التي ارتكبتها مليشيا الشرعية تحت سيطرة الإخوان، ولعل أبرزها تعطيل الحرب على الحوثيين من خلال من خلالها تسليم مواقع استراتيجية للمليشيات أو تجميد جبهات أخرى.
كما فشل "المؤقت" هادي وحكومته، على مدار السنوات المتعاقبة، في توفير حياة آدمية للمدنيين في المناطق المحررة، لكنّ هذا الفصيل حرص على تكوين ثروات مالية كبيرة وتقوية نفوذه على حساب ملايين المواطنين.