جرائم بشعة في محاور الحديدة.. تصعيد حوثي يفضح خديعة عبد الملك
في الوقت الذي يزعم فيه الحوثيون جنوحها نحو السلام ومساعيها نحو التهدئة، تواصل المليشيات الموالية لإيران ارتكاب جرائم بشعة تقضي على أي فرصة نحو التسوية السياسية.
الناطق باسم ألوية العمالقة مأمون المهجمي قال في بيانٍ اطلع "المشهد العربي" على نسخة منه، إنّ المليشيات الحوثية تمارس أبشع الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الحديدة.
وقال المهجمي إنَّ الميليشيات الحوثية شنت خلال الـ24 ساعة الماضية عمليات عسكرية في عدة محاور بالحديدة، موضحًا أنّها شنّت هجومًا على محور الجبلية من الجهة الشرقية، واستخدمت جميع أنواع الأسلحة، محاولة التقدم.
وأشار إلى أنّ قوات اللواء التاسع عمالقة ضمن القوات المشتركة تصدّت لهجوم المليشيات وأجبرت عناصرها على الفرار، بعد مقتل العشرات في صفوفهم.
كما شنَّت المليشيات هجومًا عنيفًا على محور الدريهمي، حيث استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وحاولت التقدم باستماتة إلا أن القوات المشتركة قامت بالتصدي وأجبرت المليشيات على التراجع؛ بعد مقتل العديد منها، وإحراق دوريتين عسكريين.
المليشيات الحوثية، بحسب المتحدث، تستمر بالخروق والعمليات العسكرية في محور حيس والتحيتا، وبعض المحاور الأخرى في ظل الهدنة القائمة من طرف واحد.
هذا التصعيد العسكري الحوثي في الحديدة على وجه التحديد، تزامن مع زيارة يجريها حاليًّا المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث إلى صنعاء ولقائه بقادة المليشيات، وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي، الذي زعم خلال لقائه بالمبعوث، حرص جماعته على التهدئة والتوصّل إلى تسوية، إلا أنّ التصعيد العسكري المتواصل يفضح كذب المليشيات.
كما أنّ العدوان الحوثي المتواصل يؤكّد خبث نوايا المليشيات إزاء الدعوة التي كانت قد أطلقتها مؤخرًا، بشأن وقف هجماتها على المملكة العربية السعودية مقابل وقف عمليات التحالف في اليمن، حيث قضت المليشيات بجرائمها عديدة الأوجه على أي إمكانية لتصديقها أو التأكّد من سيرها في طريق السلام.
وكان اتفاق السويد الموقع في ديسمبر 2018، أكبر دليل على أنّ المليشيات لن توقف الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، فمنذ أن تمَّ التوصّل إلى هذه الخطوة ونُظِر إليها بأنّها ستكون المرحلة الأولى على طريق حل الأزمة المستعصية، إلا أنّ الحوثيين ارتكبوا ما يزيد على سبعة آلاف خرق، أجهضت من خلالها أي فرص لإحلال السلام.
ويبدو أنّ إصرار المليشيات على الإدعاء بسيرها على طريق السلام ما هو إلا خديعة تستهدف في المقام الأول إطالة أمد الحرب واستنزاف التحالف العربي على قدر المستطاع بغية ضمان الحصول على أكبر مكاسب ممكنة، حتى وإن كان المقابل أزمة إنسانية فادحة لم يرَ العالم مثلها، ربما لن يرى في مستقبله القريب.