النفط بين إيران والحوثيين.. تجارة سوداء تموِّل حرب المليشيات
بهدف تمويل حربها العبثية وإطالة أمدها لأقصى حد ممكن، كثّفت مليشيا الحوثي نشاطها في بيع المشتقات النفطية عبر ثلاثة موانئ بعد العقوبات الأمريكية التي فُرضت على إيران.
المليشيات الحوثية تَستخدم موانئ الصليف ورأس عيسى والحديدة، منافذَ لتهريب وبيع المشتقات النفطية واستقبال الأسلحة لتمويل عملياتها الإرهابية، فيما تتزايد المطالبات بحماية الملاحة البحرية الدولية وتشديد الرقابة الدولية.
وباتت تسيطر المليشيات الحوثية على شركات ومعامل النفط التي تمد الموانئ بالمشتقات النفطية، سواء كانت رسمية أو غير رسمية، وقد كشفت تقارير أممية أنّ النفط يهرَّب إلى الحوثيين بما يعادل 60 و70 مليون دولار شهريًّا، إضافةً إلى شبكات التهريب المتعارف عليها التي تديرها الوحدة 400 التابعة للحرس الثوري الإيراني وتختص بتهريب النفط والأسلحة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هناك تمويل متعدد الأوجه ضمن إطار الشبكات التي أسَّستها إيران سواء في شرق آسيا أو إفريقيا أو داخل الخليج وتعمل بأشكال متعددة لتمويل المليشيات وجزء من التمويل يأتي من تهريب النفط.
وسبق أن تحدَّث مسؤولون إيرانيون عن الشبكات التي بإمكان إيران من خلالها تهريب النفط وليس فقط تمويل وكلائها، حيث تموّل من خلالها نظامها وبيع النفط عن طريق السوق السوداء بحسب الدكتور نجيب غلاب رئيس مركز «الجزيرة العربية للدراسات، الذي قال لصحيفة الشرق الأوسط، إنّ طهران احترفت هذا الجانب بسبب أن أغلب وكلائها في المنطقة لديهم شبكات تهريب واسعة.
ويستخدم الحوثيون النفط الإيراني الذي يحصلون عليه مجانًا ويبيعونه في السوق السوداء لتمويل حربهم، وذلك عبر شركات داخل وخارج اليمن تعمل كواجهات لبيع النفط الإيراني وتمويل المجهود الحربي للحوثيين.
وسبق أن كشف تقريرٌ أصدرته لجنة خبراء في الأمم المتحدة، بأنّ وقودًا تمّ تحميله في مرافئ إيران در عائدات سمحت للحوثيين تمويل حربهم العبثية القائمة منذ صيف 2014.
وقالت لجنة الخبراء في تقريرها لعام 2018، إنّها كشفت عددًا قليلًا من الشركات داخل اليمن وخارجه تعمل كواجهة لهذه العمليات مستخدمة وثائق مزورة تؤكد أن كميات الوقود هي تبرعات.
وأضافت اللجنة في تقريرها الذي يقع في 85 صفحة وأرسل إلى مجلس الأمن الدولي، أن الوقود كان لحساب شخص مدرج على اللائحة، في إشارة إلى قائمة الأمم المتحدة للعقوبات، مشيرةً إلى أنّ "عائدات بيع هذا الوقود استخدمت لتمويل جهد الحرب للحوثيين".
وذكر التقرير أنَّ الوقود يتم تحميله في مرافئ إيران بموجب وثائق مزورة لتجنب عمليات تفتيش الحمولة التي تقوم بها الأمم المتحدة.