حوار جدة.. مليشيا الإصلاح تستبق المستقبل الأسود بأكاذيب مفضوحة
منذ أن دعت المملكة العربية السعودية لعقد اجتماعات في مدينة جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية منذ عدوان المليشيات الإخوانية التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر على الجنوب، لم تتوقّف "الشرعية" عن محاولة إفشال هذا الحوار، تارةً بعرقلة إتمام الإجراءات أو وضع شروط معرقلة للحضور أو بث الشائعات والأكايب.
حزب الإصلاح، الذي اخترق حكومة الشرعية وأصبح مسيطرًا على مفاصلها، سخّر عناصره سواء الوزراء في الحكومة أو أبواقه الإعلامية أو كتائبه الإلكترونية للعمل في الفترة الأخيرة لبث الأكاذيب والشائعات حول هذه الاجتماعات، مدعيًّا في الساعات الأخيرة بأنّ الحوار فشل وأنّ وفد المجلس الانتقالي غادر مدينة جدة.
هذه الأكاذيب الإخوانية تهدف في المقام الأول إلى محاولة إفشال حوار جدة، إدراكًا من هذا الفصيل الإرهابي بأنَّ الحالة السياسية المقبلة لن تكون كما سبقها، وأنّ حزب الإصلاح بات أقرب ما يكون من أن يتم استئصال نفوذه من معسكر الشرعية بشكل كامل، بعدما ارتكب الكثير من الخطايا وتعاون مع المليشيات الحوثية في خيانة كبّدت التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا.
وأصبحت الأمور واضحة العيان بشكل كبير أمام كافة الأطراف الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها التحالف العربي، عن التردي الحاد في حكومة الشرعية، بعد خمس سنوات من سيطرة حزب الإصلاح الإخواني عليها، حيث فشلت في كافة القطاعات سواء سياسيًّا أو اقتصاديًّا، وتحديدًا عسكريًّا بعدما تحالف المليشيات الإخوانية مع نظيرتها الحوثية سرًا وعلنًا.
في المقابل، فإنّ المجلس الانتقالي يتمتع بحنكة سياسية تمثّلت في حرصه من اللحظة الأولى على المشاركة في حوار جدة، تقديرًا للمملكة العربية السعودية التي دعت لعقد الاجتماعات، بالإضافة إلى حرصه على التهدئة وعدم التصعيد العسكري، على الرغم من أنّ القوات الجنوبية تتولى مهمة الدفاع عن أمن شعبها وأرضها.
وفي مقابلة سابقة مع "المشهد العربي"، قال الناطق باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم إنَّ حوار جدة هو بداية لحل قادم يحقق أهداف عاصفة الحزم ويعطي الجنوبيين حقهم بإدارة مناطقهم بعيدًا عن وصاية أحزاب صنعاء ومليشياتهم الإرهابية.
وأضاف أنّ حوار جدة سينتج عنه واقع سياسي، يحقق أهداف عاصفة الحزم وتطلعات الشعب بالجنوب نحو إدارة مناطقه وموارده بشكل كامل وكذا عمل مراجعة شاملة لأخطاء حكومة الشرعية والعمل على تفعيل مواجهة الحوثيين بمحافظات الشمال.
وفطِن "الانتقالي" مبكرًا للمحاولات الإخوانية لإفشال محادثات جدة بشتى السبل، وقد عبّر متحدث المجلس عن ذلك بالقول: "ندرك مخاطر عقلية الهيمنة لدى الإخوان وفرعهم حزب الإصلاح وأنها هي من أعطت الحوثيين القوة لاحتلال صنعاء بسبب التخاذل المستمر بالعمليات العسكرية لقيادة الإخوان ورفضهم مواجهة الحوثيين، ونحو ومستعدون لمواجهة أي محاولة للفوضى بالجنوب".