تحشيد إرهابي برعاية قطرية.. عدوان إخواني جديد ضد الجنوب
واصلت مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية، تحشيدها المسلح عبر عناصرها الإرهابية صوف الجنوب، في محاولة للنيل من أمنه واستقراره والسيطرة على مقدراته عبر إشعال الفوضى على أراضيه، برعاية وتنسيق من دولة قطر.
مليشيا حزب الإصلاح الإخواني كثّفت في الفترة الماضية، من تحشيدها الإرهابي صوب الجنوب، حسبما كشف فضل الجعدي الأمين المساعد بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي قال عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "المتأسلمون وعبر الأخونجي حمود المخلافي بدأوا اليوم تجنيد خمسة آلاف مجند على حساب دولة قطر وذلك للحشد على المحافظات الجنوبية المحررة.. التسجيل بدأ اليوم في المعهد العالي فوق جولة سنان بتعز".
وأضاف: "هكذا تظهر فضائح المتأسلمين ليؤكدوا للعالم مدى تحالفهم مع الانقلابيين في صنعاء".
ظهور المخلافي في المشهد أمرٌ ليس بالغريب على الإطلاق، فالرجل يعمل وفقًا لأجندة إخوانية مريبة على استهداف الجنوب ومعاداة التحالف العربي من جانب، وخدمة المليشيات الحوثية من جانب آخر.
وكان المخلافي قد وجّه في سبتمبر الماضي، دعوةً مشبوهةً للمسلحين الذين ضمّهم "الإصلاح" ضمن ما يسميه الحزب "الجيش الوطني" لخدمة مصالحه قبل أي شيء، الموجودين عند الحد الجنوبي للسعودية، حيث دعاهم للعودة إلى تعز بشكل سريع وعاجل للعودة لما سمّاها ميادين الشرف في محافظة تعز.
دعوة المخلافي المتعجلة، أكّد مراقبون أنّها تهدف في المقام الأول إلى تخفيف الضغط على مليشيا الحوثي في معقلها، والتوجّه لإقامة ما يسمونها "دولة الخلافة" في تعز على غرار مأرب، وذلك بعد فشل المليشيات الإخوانية بقيادة الإرهابي علي محسن الأحمر في احتلال الجنوب.
دعوة المخلافي تزامنت مع مذكرة صدرت عن قيادة محور تعز الإخوانية عدد من ألوية "الجيش" التابعة للمحور بسحب أطقمها القتالية من مدينة التربة إلى مقراتها تنفيذًا لتوجيهات وزارة الدفاع في حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة الإخوان، في محاولة لتفادي عودة التوتر في المدينة واستجابة لمسيرات حاشدة من أبناء المديرية خرجت أمس منددة بوجود تلك القوات.
إجمالًا، يُفهم من التحركات الإخوانية المسلحة أنّ مليشيا "الإصلاح" تعمل على تفخيخ الوضع في الجنوب وإشعال الفتن على أراضيه ونشر عناصر إرهابية من تنظيمات متطرفة مثل داعش والقاعدة لتنفيذ عمليات إرهابية، ويهدف كل هذا إلى محاولة السيطرة على الجنوب وأرضه ومقدراته.
تصعيد حكومة الشرعية التي تسيطر عليها مليشيا الإخوان يتعارض بلا شك، مع الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية من أجل حل الأزمة بين المجلس الانتقالي والشرعية سلميًّا بعد العدوان الإخواني على الجنوب، وهو ما تفاعل معه "إيجابيًّا" المجلس الانتقالي على عكس إخوان الشرعية الذين يحاولون ليل نهار إفشال هذا الحوار.
وضمن محاولاته لإفشال الحوار، سخّر حزب الإصلاح الإخواني عناصره سواء وزراء حكومة الشرعية أو أبواقه الإعلامية أو كتائبه الإلكترونية للعمل في الفترة الأخيرة لبث الأكاذيب والشائعات حول هذه الاجتماعات، مدعيًّا في الساعات الأخيرة بأنّ الحوار فشل وأنّ وفد المجلس الانتقالي غادر مدينة جدة.
هذه الأكاذيب الإخوانية الهادفة إلى محاولة إفشال الحوار تأتي إدراكًا من هذا الفصيل الإرهابي بأنَّ الحالة السياسية المقبلة لن تكون كما سبقها، وأنّ حزب الإصلاح بات أقرب ما يكون من أن يتم استئصال نفوذه من معسكر الشرعية بشكل كامل، بعدما ارتكب الكثير من الخطايا وتعاون مع المليشيات الحوثية في خيانة كبّدت التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا.
وأصبحت الأمور واضحة العيان بشكل كبير أمام كافة الأطراف الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها التحالف العربي، عن التردي الحاد في حكومة الشرعية، بعد خمس سنوات من سيطرة حزب الإصلاح الإخواني عليها، حيث فشلت في كافة القطاعات سواء سياسيًّا أو اقتصاديًّا، وتحديدًا عسكريًّا بعدما تحالف المليشيات الإخوانية مع نظيرتها الحوثية سرًا وعلنًا.