فساد السفارة في مصر.. كيف حوَّل حكومة الشرعية إلى أضحوكة؟

الخميس 3 أكتوبر 2019 17:06:34
"فساد السفارة" في مصر.. كيف حوَّل حكومة الشرعية إلى "أضحوكة"؟

لا تزال قضية الفساد التي كشفت عن السفارة اليمنية بالقاهرة الخاصة بالمنح الدراسية وحرمان الأوائل منها ومنحها لأبناء دبلوماسيين في حكومة الشرعية، تطل برأسها لتكشف عن هول الفساد الذي ضرب هذا المعسكر متخطيًّا كل الخطوط الحُمر.

مصادر موثوقة كشفت لـ"المشهد العربي"، اليوم الخميس، عن مفاجأة من العيار الثقيل بشأن لجنة التحقيق المُشكلة من حكومة الشرعية للتحقيق في فضيحة الفساد التي تم كشف النقاب عنها حول المنح الدراسية، وكشفت كذلك علاقة الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي بالأمر.

وقالت المصادر إنَّ اللجنة المُشكلة مهمتها تمجيد الوضع الفاسد في السفارة اليمنية بالقاهرة، موضحةً أنّ أحد أعضاء اللجنة متقاعدٌ في وزارة الخارجية ومحاط بعدد من شبهات الفساد، وهو مقرب من "هادي" وينفذ توجيهاته بشكل تام.

المصادر أوضحت كذلك أنّ الفساد في السفارة اليمنية بالقاهرة تخطى كل الخطوط الحمر حتى أصبحت أضحوكة أمام الجميع، وفق تعبيرها، كاشفةً عن أنَّ الاختيار للمنح الدراسية يتم بناءً على معايير ليست أكاديمية لكن الواسطة، حيث يتم تخصيصها لأبناء الدبلوماسيين لدى السفارة حتى وإن كانوا بلا أي مؤهلات لذلك.

وتعود هذه القضية من فساد حكومة الشرعية، ممثلة في سفارتها بمصر، في قضية المنح الدراسية، حيث استبعدت السفارة بقيادة السفير محمد مارم، عددًا من الأوائل ومنحت لطلبة آخرين من أبناء الدبلوماسيين التابعين لحكومة الشرعية.

وكانت وثيقة أصدرتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بحكومة الشرعية في سبتمبر الماضي، قد بيّنت تلقيها تظلمًا من خمسة من الطلاب الأوائل المرشحين لمنح التبادل الثقافي لهذا العام، ويبين رفض الملحقية الثقافية تسجيلهم في مقاعدهم.

اللافت أنّه مع إقرار وزارة التعليم العالي بهذه التزوير والفساد، فإنَّ السفارة اليمنية حاول إنكار الاتهام وزعمت أنّها تتعرض لحملة تستهدف الإساءة إليها، وادعت التزامها بالقوانين المنظمة لعملية المنح الدراسية.

وحاولت حكومة الشرعية امتصاص الغضب العارم الذي انفجر ضدها، بعد الكشف عن الفساد المستشري في السفارة، فأرسلت لجنة للتحقيق في هذه الوقائع.

وسبق أن كشفت مصادر مطلعة لـ"المشهد العربي"، أنّ الفساد مستشرٍ في السفارة اليمنية بالقاهرة، حيث لا تقتصر على المنح الدراسية بل يصل الأمر إلى فساد مالي وإداري لا يُحاسب عليه "مارم".

المصادر - التي تحفظت على ذكر اسمها لأسباب لم تُحدّدها - كشفت أنّ السفير مارم هو في الأساس مقرّبٌ من الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، وهو الذي تولى حماية بقاء هذا السفير في منصبه طوال هذه الأشهر على الرغم من أنّ وقائع الفساد ليست جديدة، بل دائمًا ما تتكرر مثل هذه الوقائع.