إرهاب الإخوان في شبوة ينذر بفشل الحل السياسي في الجنوب
رأي المشهد العربي
بدا من الواضح أن مليشيات الإخوان التي جرى تشكيلها وتخزينها في مأرب هدفها الأساسي هو ارتكاب العمليات الإرهابية وليس الذهاب باتجاه تحرير محافظات الشمال من المليشيات الحوثية، وهو ما يظهر في عقيدتها الحالية بشبوة، مما يجعل التعامل معها عسكرياً هو الحل الأقرب للتطبيق في ظل المنهجية الإرهابية التي تنتهجها.
على مدار الأيام الماضية كانت شبوة شاهدة على جملة من العمليات الإرهابية التي تستهدف بالأساس أبناء المحافظة الذين يتسلحون بالسلمية في مواجهة الاحتلال الإخواني للمحافظة، وليس من المتوقع أن تتوقف هذه الجرائم بسبب اعتياد مليشيات الإخوان على ذلك، إذ أن قيامها بارتكاب الجرائم بحق المدنيين هو الطريقة الوحيدة التي تمكنها من البقاء، وتحاول من خلالها أن تبطش المدنيين لتقنعهم بالاستسلام لوجودها.
تعمل مليشيات الإخوان على أن تكون شبوة هي نقطة انطلاقها نحو الفوضى في الجنوب، بعد أن خسرت المعركة في العاصمة عدن، وتحاول أن تتحالف مع جميع التنظيمات الإرهابية لتحقيق هدفها، وهو ما يتطلب التعامل معه بحنكة عسكرية تنفذها القوات المسلحة الجنوبية بشكل محكم بالوقت الحالي.
تقوم خطة القوات الجنوبية على العمليات الاستنزافية كالتي نجح الجيش المصري فيها قبل بدء حرب السادس من اكتوبر 1973، فهي تنفذ الآن عمليات نوعية تحقق خسائر فادحة في صفوف مليشيات الشرعية، وتلك الخطة تعد مرحلة أولى لإضعاف القوات التي جاءت من مأرب من دون أن تشارك في أي معارك أخرى ضد المليشيات الحوثية.
القوات المسلحة الجنوبية تقوم حتى الآن بفرض حصار محكم على العناصر الإرهابية التابعة للشرعية في شبوة، وهذا الحصار قد يطول أمده لكن نتائجه مضمونه، إذ أنه يأتي بالتوازي مع إعادة تجهيز قوات النخبة الشبوانية حتى تكون مستعدة للتعامل مع هذا الإرهاب، ولمنع انتشاره في باقي محافظات الجنوب.
جميع ممارسات الإخوان في شبوة هدفها الأساسي الابتعاد عن الحل السياسي الذي تتأرجح فيه الشرعية ما بين التجاوب مع مبادرة التحالف العربي أو الانتقال بشكل رسمي وعلني إلى المعسكر الإيراني التركي القطري، وتلك المراوغات هدفها أيضاً الإقدام على تنفيذ أكبر قدر من العمليات الإرهابية ضد المدنيين العزل بما يمكنها من التواجد مستقبلا.
لا تسعى الشرعية إلى حل سياسي سلمي في الوقت الذي يقدم فيه المجلس الانتقالي الجنوبي كل أنواع الترحيب والدعم لتلك الحلول، وبالتالي فإن استمرار رفضها وعدم تجاوبها مع ما يقدمه التحالف العربي على مائدة مفاوضات جدة، يجعل من الحسم العسكري حتمياً مع عناصر لا تجيد سوى الإرهاب.