هل يشرعن جريفيث تقارب الحوثي وإخوان الشرعية في مسقط؟
الجمعة 4 أكتوبر 2019 19:49:44
لم تسلم الجولة المكوكية للمبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث التي تحط حاليًّا في العاصمة العمانية مسقط من اتهامات بالعبث، تلاحق المنظمة الدولية فيما يتعلق بشرعنة حوار سري يُجرى بين المليشيات الحوثية وحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.
جريفيث الذي كان قد التقى قبل يومين، زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي في صنعاء، توجّه إلى مسقط للقاء الوفد التفاوضي للحوثيين، ضمن ما يقول المبعوث إنّها جولة تستهدف تحريك عملية السلام وإيجاد حلحلة مناسبة لها.
تثير زيارة جريفيث لمسقط الكثير من الريبة لا سيّما أنّ التقى قبلها بيومين زعيم المليشيات، وبالتالي فما الحاجة إلى زيارة تالية ومتعجلة إلى العاصمة العمانية مع الوفد التفاوضي الحوثي، وما الذي يمكن أن يبحثه هناك بعد إجرائه مباحثات مع عبد الملك في صنعاء.
في هذا السياق، فإنّ مصادر مطلعة نُسب لها القول إنَّ زيارة جريفيث إلى مسقط "غير مبررة"، وأضافت أنّ ربما تهدف إلى إضفاء مشروعية على حوار سري بين عناصر من إخوان حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية في سلطنة عمان.
الهدف منذ هذه الخطوة، حسبما تقول المصادر، يتمثّل في أنّ جريفيث يسعى لخلق مسار جديد للتفاوض في اليمن من خارج الأطر الشرعية والقرارات الأممية، وهو الأمر الذي لم تخفه تصريحات جريفيث التي كشفت عن امتعاضه من المرجعيات الثلاث الحاكمة للحوار.
ومنذ أن تولى مهامه مبعوثًا أمميًّا لليمن، لم ينجح جريفيث في إحداث حلحلة سياسية ولم يستطع أن يجبر الحوثيين على الانخراط في طريق السلام، بل على العكس تورّطت المنظمة الدولية في دعم المليشيات بشكل مباشر وغير مباشر.
إخوانيًّا، فإنّ ثلاثة عناصر بارزة في حكومة الشرعية، هم وزيرا النقل صالح الجبواني، والداخلية أحمد الميسري، إضافةً إلى عبد العزيز جباري، يتواجدون حاليًّا في مسقط، لتعزيز التنسيق مع المليشيات الحوثية، ضمن مخطط شيطاني يستهدف التحالف العربي بشكل كامل.
وكان وزير النقل في حكومة الشرعية صالح الجبواني قد تلقّى أمس الأول الأربعاء، مكالمةً هاتفيةً من محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى المجلس السياسي التابع للمليشيات؛ توطيدًا للعلاقات سيئة السُمعة التي تجمع بين الفصيلين الإرهابيين.
كما عقد الجبواني والميسري لقاءات مع قادة الحوثي في الأيام الماضية؛ تحضيرًا على ما يبدو لمرحلة جديدة من التقارب الحوثي الإخواني الذي يُمثل طعنة شديدة الغدر من حكومة الشرعية بالتحالف العربي.
اللافت أنّ وفد حكومة الشرعية حاول نفي عقد لقاءات مع الحوثيين، إلا أنّ أدلة عديدة وصورًا موثقة فضحت هذا التقارب المروّع، التي تزامن "من غير الصدفة" مع تسليم حزب الإصلاح ثلاثة ألوية لصالح سيطرة المليشيات الموالية لإيران.