سلاح سري إيراني أصبح في قبضة الحوثي.. ماذا نعرف عنه؟
الجمعة 4 أكتوبر 2019 23:17:00
في الوقت الذي تتزايد فيه المطالب وربما التحذيرات الموجّهة للنظام الإيراني بشأن دعم الحوثيين على مدار سنوات، عملت طهران على تزويد المليشيات بسلاح سري، تصفه تقارير بأنّه شديد الخطورة.
تقارير رسمية كشفت أنّ إيران زوَّدت المليشيات الحوثية بأجهزة تصنت عالية الدقة، قادرة على اختراق شبكات الجوال المفتوحة، تستخدم بها خصومها بعد التعرُّف على مواقعهم.
السلاح الإيراني "الدقيق" وصل إلى المليشيات عبر ميناء الحديدة، على متن سفن تجارية بحسب معلومات استخبارية، بيّنت أنّ من يدير هذه الشبكات هو خبراء إيرانيون يقيمون في الحديدة منذ سنوات.
وتقول معلومات متداولة، إنّ مليشيا الحوثي وضعت عددًا من أجهزة التنصت على مركبات مموهة تسير بالقرب من الجبهات الرئيسية، وترصد وتتابع المكالمات الواردة من الهواتف للقطاعات العسكرية في تلك المواقع.
وكانت طهران قد اعترفت مؤخرًا بدعم الحوثيين، وقد صرّح رئيس الأركان الإيراني محمد باقري - قبل أيام - بأنّ الحرس الثوري يقدم خدمات استشارية لميليشيا الحوثي، وذلك في حوارٍ مع قناة "فونيكس" الصينية خلال زيارته الأخيرة لبكين.
في الحوار، حاول باقري أن ينأى بإيران عن مسؤولية إرسال الصواريخ والأسلحة إلى الحوثيين الذين تدعمهم طهران قائلاً إنّ اليمن محاصَر وكل الطرق إليه مسدودة، إلا أنّه عاد مرة أخرى لينكر إرسال إيران أسلحة إلى الحوثيين، واصفًا تلك المعلومات بـ"الكاذبة"، لكنه في الوقت نفسه قال إن بلاده تقدم الدعم الاستشاري والفكري للمليشيات.
وأضاف أنّ مسؤول القيام بذلك هو الحرس الثوري، فيما لم يوضح طبيعة الدعم الاستشاري والفكري (الآيديولوجي) للحوثيين، لكن إيران استخدمت في السنوات السابقة تسمية "الاستشاري" لوصف قوات فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري والميليشيات المسلحة التي تحظى بدعم لوجيستي من إيران.
حملت تصريحات المسؤول العسكري البارز اعترافًا بدعم إيران للحوثيين، لكنّه حاول الابتعاد عن الدعم المسلح للمليشيات، على الرغم من عديد الأدلة التي فضحت حصول الحوثيين على عتاد عسكري متنوع من إيران.
وليس من عادة إيران الاعتراف بهذا الشكل الرسمي بدعم المليشيات الحوثية، لكنّ الأمر يتزامن مع توقعات بتشكيل ضغوط دولية ربما تكون غير مسبوقة على الأذرع الإيرانية في المنطقة، وذلك بعد الهجوم الإرهابي على معملي شركة أرامكو السعودية.
أرادت إيران بهذا الاعتراف الملفت، التأكيد على دعمها للمليشيات، ما يشي باستمرار الوضع المعقد للأزمة في اليمن لفترة أطول، من خلال تصعيد عسكري مستمر يُقدِم عليه الحوثيين، معتمدين على دعم لا محدود مُقدّم من إيران.
وهناك الكثير من الأدلة التي قُدِّمت وفضحت دعمًا إيرانيًّا غير محدود للمليشيات الحوثية، ففي وقتٍ سابق قدمت لجنة خبراء تقريرًا سريًّا لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، كشف أنّ الحوثيين يتزودون بصواريخ باليستية وطائرات بلا طيار من إيران بعد فرض الحظر على الأسلحة في العام 2015، وذلك بعدما فحص فريق الخبراء حطام عشرة صواريخ وعثر على كتابات تشير إلى أصلها الإيراني.
كما أثبتت وزارة الخارجية الأمريكية دعمًا إيرانيًّا للحوثيين مستندةً على صاروخ كانت قد أطلقتها المليشيات على مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض، مؤكّدةً أنّ هذا الصاروخ من صناعة طهران.
وسبق أن أعلن التحالف العربي أنّ المليشيات حصلت على طائرات بدون طيار من النظام الإيراني، وعرض صورًت لـ"درون" من نوع "أبابيل تي"، ويدعوها الحوثيون "قاصف".
كما أقرّت الملشيات بإطلاق طائرات مسيرة من دون طيار من نوع "قاصف 1" على بعض المواقع السعودية.