اعتداءات طائفية حوثية.. مركز تعليمي يدفع ثمن إرهاب المليشيات

السبت 5 أكتوبر 2019 01:28:32
اعتداءات طائفية حوثية.. "مركز تعليمي" يدفع ثمن إرهاب المليشيات

ارشيفية

برهنت مليشيا الحوثي على وجهها الإرهابي باعتداء طائفي جديد على طلاب في محافظة البيضاء، لتضيف إلى سجلها الدموي مزيدًا من الجرائم المروّعة.

مصادر مطلعة كشفت اليوم الجمعة، أنّ المليشيات الحوثية بقيادة أبو هاشم المكلي الريامي اقتحمت مركزًا لتعليم علوم السنة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وقامت بالاعتداء على الطلاب، بحجة أنَّ هذا المركز مُخالِفٌ لهم في المُعتقد.

وأوضحت المصادر أنّ القيادي الحوثي الريامي وجّه للطلاب ألفاظًا طائفية قبيحة ووصفهم بأنهم من (شلة يزيد)، فضلًا عن الشتائم والتهم والإهانات.

وبحسب المصادر فإنه بعد هذه الحادثة المقيتة جاء قيادي حوثي آخر هو إبراهيم الديلمي، ليقوم بالتحكيم، رغم أن هذه الحادثة ليست الأولى على أبناء هذا المركز.

وترتكب مليشيا الحوثي ممارسات طائفية حادة في قطاع التعليم، الذي يعتبر من أكثر القطاعات المتضررة من الحرب العبثية التي أشعلها الانقلابيون في صيف 2014، وقد كشفت بعثة الاتحاد الأوروبي باليمن أنّ نحو مليوني طفل لا يتلقون التعليم، وأنّ أكثر من ألفي مدرسة مدمرة بشكل كلي وجزئي جرّاء الحرب الدائرة.

البعثة الأوروبية شدّدت كذلك على ضرورة توفير الأسباب التي تدفع الأطفال للدراسة، وذلك للحد من مخاطر التجنيد والعمالة وكذلك الحد من تزويجهم في سن مبكرة، وأضافت أنّ الهجمات والغارات الجوية على المدارس والمرافق التعليمية تسبَّبت في تضرُّر نحو ألفي مدرسة استخدمت كمراكز لإيواء النازحين، ونحو عشرة آلاف مدرسة في جميع أنحاء اليمن تأثرت بشكل حاد؛ بسبب الدمار وانقطاع رواتب المعلمين.

كما أنّ نحو 51% من المعلمين توقفت رواتبهم منذ أكتوبر 2016، بالإضافة إلى تهجير العديد من المعلمين الذين اضطروا للبحث عن فرص أخرى لتغطية نفقاتهم واحتياجاتهم الأساسية، وفق البعثة الأوروبية.

شهادة بعثة الاتحاد الأوروبي تنضم إلى عديد التقارير الدولية والإقليمية والمحلية أيضًا التي كشفت عن هول المأساة في قطاع التعليم باليمن جرَّاء استهدافه من قِبل المليشيات الحوثية.

وفي حقبة المليشيات الحوثية، تحوَّلت المدارس إلى ثكنات لتخزين الأسلحة أو مواقع لتجنيد صغار السن أو سجون سرية للناشطين والمعارضين ، كما أضحت فرق الإسعاف والمنشآت الطبية هدفاً للأعمال القمعية التي ينفذها الجهاز الأمني الداخلي المعروف باسم الأمن الوقائي.

وتضرر القطاع التعليمي بشكل كبير، إذ تم اسـتهداف القطـاع بضربات دمرت الكثير من المدارس، كما تم تحويل الكثير منها إلى ثكنات أو مخازن للأسـلحة، وسـجون للاعتقالات الواسعة التي تشـنها المليشيات، قبل أن تفـرض أخيراً إتاوات ومبالغ مالية كبيرة على الطلاب، ما تسبّب في إغـلاق الكثير منهـا لعدم مقدرتهم على الدفع.

ومع تحويل المدارس الكبيرة معسكرات لتجنيد الصغار وغسل أدمغتهم بأفكار ومعتقدات طائفية لتعويض النقص الكبير في المقاتلين بعد عزوف الكثير من القبائل عن إرسال أبنائها إلى الجبهات، إذ أدى حرمان الأطفـال مــن التعليــم في المناطــق غير المحــررة إلى الدفع بهم في الصراع بدلاً مـن التعليـم، وذهب البعض للبحث عن عمل لإعالة أسرهم بسبب وقف الرواتب وانتشار الفقر كنتيجة للحرب التي سببتها المليشيات.

ومؤخرًا، كشف تقريرٌ للمجلس النرويجي للاجئين أنَّ عددًا كبيرًا من الأطفال لم يتمكنوا من العودة إلى المدارس، في ظل الحصار والقصف الجوي، فيما لا يزال قرابة مليونَيْ طفل خارج المدارس وما يقارب 3,7 مليون طفل بحاجة ماسة للمساعدة ليتمكنوا من العودة لمدارسهم بسلام.