مهمة الإنقاذ الأخيرة.. جريفيث يضغط على الحوثي بحثًا عن الحل الصعب

السبت 5 أكتوبر 2019 16:45:05
مهمة الإنقاذ الأخيرة.. جريفيث يضغط على الحوثي بحثًا عن "الحل الصعب"

جذبت زيارة المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث إلى صنعاء في الأيام الماضية، واللقاء الذي عقده مع زعيم المليشيات الحوثية عبد الملك الحوثي، كثيرًا من الاهتمام بشأن مستقبل العملية السياسية، بين العمل على إحداث حلحلة سياسية والتقريب بين أطراف الأزمة.

مصادر مقربة من جريفيث كشفت اليوم السبت، أنّ "المبعوث" طالب عبد الملك بوقف التصعيد في الخطاب الإعلامي والسياسي ضد السعودية والتحالف العربي والتهديدات بشن هجمات جديدة لإتاحة أجواء مواتية لاستئناف المسار السياسي.

المصادر أوضحت أنَّ المبعوث الأممي توجَّه إلى العاصمة العمانية مسقط بعد لقائه بعبد الملك الحوثي في صنعاء، بغية التوصل لتفاهمات حول دفع المساعي الأممية الهادفة إلى استغلال رغبة كافة أطراف الأزمة في التهدئة وإتاحة المجال لاستئناف المسار السياسي للتوصل لتسوية سياسية توافقية.

وناقش المبعوث الأممي مع محمد عبد السلام رئيس وفد الحوثيين لمشاورات السلام في مسقط، جملة من القضايا المتصلة بدفع المسار السياسي وإمكانية عقد جولة جديدة من المشاورات سواء في الكويت التي عرضت الاستضافة أو أي دولة أخرى.

وبحسب المصادر نفسها، فإنّ جريفيث أكّد لرئيس وفد الحوثيين أنّ هناك فرصة سانحة في الوقت الحاضر، يمكن استغلالها لدفع العملية السياسية في اليمن، وبخاصة في ظل إبداء السعودية وإيران رغبتهما في اعتماد الحوار والحل السياسي لتسوية الخلافات القائمة بين البلدين، على حد قول المصدر.

وعلى الرغم من ذلك، فإنّ زيارة جريفيث إلى مسقط أثارت الكثير من الريبة لا سيّما أنّ التقى قبلها بيومين زعيم المليشيات، وبالتالي فما الحاجة إلى زيارة تالية ومتعجلة إلى العاصمة العمانية مع الوفد التفاوضي الحوثي، وما الذي يمكن أن يبحثه هناك بعد إجرائه مباحثات مع عبد الملك في صنعاء.

وقد بيّنت مصادر مطلعة أنَّ زيارة جريفيث إلى مسقط "غير مبررة"، وأضافت أنّ ربما تهدف إلى إضفاء مشروعية على حوار سري بين عناصر من إخوان حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية في سلطنة عمان.

الهدف منذ هذه الخطوة، حسبما تقول المصادر، يتمثّل في أنّ جريفيث يسعى لخلق مسار جديد للتفاوض في اليمن من خارج الأطر الشرعية والقرارات الأممية، وهو الأمر الذي لم تخفه تصريحات جريفيث التي كشفت عن امتعاضه من المرجعيات الثلاث الحاكمة للحوار.

ومنذ أن تولى مهامه مبعوثًا أمميًّا لليمن، لم ينجح جريفيث في إحداث حلحلة سياسية ولم يستطع أن يجبر الحوثيين على الانخراط في طريق السلام، بل على العكس تورّطت المنظمة الدولية في دعم المليشيات بشكل مباشر وغير مباشر.

إخوانيًّا، فإنّ ثلاثة عناصر بارزة في حكومة الشرعية، هم وزيرا النقل صالح الجبواني، والداخلية أحمد الميسري، إضافةً إلى عبد العزيز جباري، يتواجدون حاليًّا في مسقط، لتعزيز التنسيق مع المليشيات الحوثية، ضمن مخطط شيطاني يستهدف التحالف العربي بشكل كامل.

وكان وزير النقل في حكومة الشرعية صالح الجبواني قد تلقّى يوم الأربعاء الماضي، مكالمةً هاتفيةً من محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى المجلس السياسي التابع للمليشيات؛ توطيدًا للعلاقات سيئة السُمعة التي تجمع بين الفصيلين الإرهابيين.

كما عقد الجبواني والميسري لقاءات مع قادة الحوثي في الأيام الماضية؛ تحضيرًا على ما يبدو لمرحلة جديدة من التقارب الحوثي الإخواني الذي يُمثل طعنة شديدة الغدر من حكومة الشرعية بالتحالف العربي.

اللافت أنّ وفد حكومة الشرعية حاول نفي عقد لقاءات مع الحوثيين، إلا أنّ أدلة عديدة وصورًا موثقة فضحت هذا التقارب المروّع، التي تزامن "من غير الصدفة" مع تسليم حزب الإصلاح ثلاثة ألوية لصالح سيطرة المليشيات الموالية لإيران