حوثيون ذاقوا مرارة بطش المليشيات.. وجهٌ آخر لصراع الأجنحة
بين حينٍ وآخر، تنخر صراعات أجنحة في مفاصل مليشيا الحوثي الانقلابية، ما يكشف حجم الخلافات الحادة داخل هذا الفصيل الإرهابي وينذر بانهياره وتفككه.
معالم صراعات الأجنحة في المعسكر الحوثي تجلّى في انسحاب عددٍ من مسلحي المليشيات من جبهات القتال احتجاجًا على استمرار سجن زملاء لهم في صنعاء، بالتزامن مع انشقاقات متوالية وعمليات نهب للسلاح.
وسبق أن تظاهر عشرات المسلحين الحوثيين المنسحبين من الجبهات أمام مبنى محافظة صنعاء للمطالبة بالإفراج عن رفقائهم المتهمين ببيع أسلحة تابعة للجبهة.
وقام قيادي كبير من الحوثيين في قطاع جبهة نجران يدعى أبو جبل بتجميع عناصر تابعة له من الجبهة، بالإضافة إلى عناصر أخرى احتشدت لحضور جنازة أحد القتلى الحوثيين من منطقة سنحان جنوب العاصمة صنعاء.
القيادي أبو جبل، الذي يعتقد أنّه من منطقة صعدة، قام بتحشيد عدد آخر من المقاتلين أثناء جنازة أحد القتلى وتجمهروا أمام مبنى محافظة للضغط على المحافظ الحوثي عبد الباسط الهادي بالإفراج عن زملائهم المسجونين.
ويتم الكشف بين حينٍ وآخر عن صراعات أجنحة داخل المعسكر الحوثي، وكثيرًا ما تحدث اشتباكاتٌ مسلحة، وتكون في الأغلب صراعًا على مراكز النفوذ والسلطة أو الاستحواذ على ما جمع من أموال الجبايات والإتاوات المنهوبة.
وفي الأشهر الأخيرة على وجه التحديد، تزايدت حدة الصراعات الداخلية بين أجنحة مليشيا الحوثي، وقد شملت الجوانب الأمنية والصراع على النفوذ السياسي والعسكري.
وكان من أبرز تجليات هذا الصراع، في الفترة الأخيرة، الخلافات الحادة التي نشبت بين وزير داخلية الحوثيين عبد الكريم الحوثي ونائبه، بعد الوفاة الغامضة للوزير السابق عبد الحكيم الماوري في لبنان، وكان الصراع على وزارة الداخلية ومواردها المالية.
ومؤخرًا، أخذ الصراع الحوثي في صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسلطة الانقلابيين أشكالاً جديدة ومناحي عدة، وبخاصةً بين ما يسمى جناح صنعاء والمحافظات الأخرى من جهة، وجناح المشرفين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة.
ومعظم الصراعات التي برزت بشكل واضح داخل صفوف الحركة الحوثية هي إمّا صراعات على أموال جمعت بطريقة غير قانونية وإما صراعات على الهيمنة والنفوذ والسلطة لجهة تقاطع مصالح القيادات، وتناقض أهدافها، وعدم وجود مشروع وطني أو رؤية موحدة تجمعها.
وبدأت الصراعات الحوثية الداخلية تظهر على السطح، وبشكل جلي من خلال التصفيات الجسدية والاغتيالات والاعتقالات فيما بينها، ما يشير إلى ضعف وهشاشة التركيبة الداخلية لهذه الحركة الانقلابية.
وكثرت في الآونة الأخيرة الاشتباكات المسلحة التي تندلع بين الانقلابيين فيما بينهم والتي تسقط قتلى كثيرين، وتكشف حجم تصارع الأجنحة الذي يحكم هذا المعسكر الإرهابي، حيث شهدت محافظة إب مؤخرًا، مواجهات عنيفة بين قوات حوثية، قُتل على إثرها قيادي بالمليشيات، وأصيب آخرون بجروح.
المواجهات أسفرت عن مقتل القيادي الحوثي إسماعيل سفيان، المعين من قبل المليشيات وكيلًا لمحافظة إب، إلى جانب عدد من المصابين، وقد اندلعت المواجهات بشكل مفاجئ قرب مبنى أمن المحافظة القديم، قبل أن تتوسّع إلى قسم شرطة الحافي وصولاً إلى شارع تعز بالمدينة.
وضمن الصراع الداخلي نفسه، تعرّض وزير الدفاع في حكومة المليشيات (غير المعترف بها) محمد العاطفي لمحاولة اغتيال في صعدة، وهو أمرٌ يندرج ضمن صراع أجنحة بين قيادات المليشيات لما يسمى بجناح صنعاء ومشرفي صعدة.
مشرفو صعدة بقيادة عبدالله عيضة الرزامي وبدعم من عبدالكريم الحوثي وبتوجيه من عبدالملك الحوثي يسعون لفرض سيطرتهم الكاملة على كل مؤسسات الدولة وإقصاء جناح صنعاء الذي يتهمونه بالولاء للرئيس السابق علي عبد الله صالح وارتكاب قضايا فساد كبيرة والعمالة للشرعية.
توجيهات عبدالملك الحوثي لأتباعه تقول "لا تثقوا بقيادات صنعاء وقبائلها عسكريين ومدنيين خونة فمن يجري وراء المال ويخون شرفه العسكري غداً سيحصل على المال يخوننا ويجب تصفيتهم قبل أن يتحولوا إلى خنجر".
وحاول الحوثيون، استدراج القيادات الكبيرة إلى الجبهات المشتعلة وبخاصةً صعدة والضالع بحجة رفع المعنويات المنهارة لمليشياتهم لكنه تتم تصفيتهم بنيران صديقة.