لا سلمية بعد اليوم
رأي المشهد العربي
على أكثر من جبهة، صعّدت المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية والتي يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، عدوانها على الجنوب، مستهدفةً في الساعات الماضية محافظتي شبوة وأرخبيل سقطرى، ما يفرض ضرورة حتمية لتغيير الاستراتيجية في التعامل مع هذا العدوان.
المليشيات الإخوانية بعدما فشلت فشلًا ذريعًا في احتلال العاصمة عدن بعد عدوانها الغاشم الذي صدَّته بطولات القوات المسلحة الجنوبية، توجّهت قوات الشرعية إلى شن عدوان على محافظة شبوة، وعملت على نشر المليشيات على الأرض، وتردي الخدمات بشكل مستمر على النحو الذي يفاقم من معاناة المواطنين، واستهداف معارضيها بآلة قمع حادة، تجلّى ذلك في العدوان الإخواني على تظاهرات مدينة عران التي أسفرت عن استشهاد المواطن سعيد القميشي بعدما اغتالته يد الإرهاب الإخواني من المسافة صفر.
المواجهة الجنوبية للإرهاب الإخواني باتت لازمة على مختلف الأصعدة، لا سيّما فيما يتعلق بالجانب العسكري، لا سيّما أنّ حكومة الشرعية تتخذ من القوة الغاشمة سلاحًا لفرض سيطرتها بالقوة المسلحة، وقد عبّر عن ذلك في وقتٍ سابق، أكثر من قيادي نافذ في حكومة الشرعية، بينهم وزير النقل صالح الجبواني "المقرب من المليشيات الحوثية" بأن تكون مدينة عتق هي العاصمة.
وفي الوقت الذي تبدي فيه القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، استجابةً كبيرةً وشارك بفاعلية في الاجتماعات التي تستضيفها مدينة جدة السعودية، تقديرًا للمملكة وحرصًا على تغليب الحل السياسي، إلا أنّ المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية تصر على إشعال الأوضاع أكثر عبر تصعيد إرهابي مسلح.
يشير هذا الوضع أنّ مقاومة الإرهاب الإخواني في الجنوب ربما أصبح في حاجة إلى عدم السلمية، والاستمرار في التضحية وتقديم الغالي والنفيس، ومواصلة القوات المسلحة الجنوبية في جهودها البطولية التي تردع إرهاب إخوان الشرعية.
ويبدو أنّ المقاومة الجنوبية في محافظة شبوة أدركت هذا الأمر مبكرًا، حيث أصدرت بيانًا للرد على العدوان المليشيات الإخوانية على متظاهري مدينة عزان وقتلت الشهيد سعيد القميشي بدمٍ باردٍ بعدما أطلقت النار عليه من المسافة صفر بعدما تمسّك برفع علم وطنه الجنوب.
المقاومة الجنوبية قالت إنّها تدرس الرد على هذه العملية البشعة في المكان والزمان المناسبين، ما يعني أنّ المقاومة ستثأر لدماء الشهيد القميشي، مما سيُمثّل ردعًا لمؤامرات مليشيا إخوان الشرعية التي تُحاك ضد الجنوب.