سفارات الشرعية بالخارج.. مقار لممارسة الفساد تحت أنظار الحضرمي
تحولت سفارات الشرعية اليمنية في البلدان المختلفة إلى مقار لممارسة الفساد، بعد أن عاني قرابة أربعة ملايين يمني في الخارج من ويلات هذا الفساد الذي كان من نتائجه تهجير البعض والقبض على البعض الآخر، تحت سمع وبصر وزير الخارجية الحالي محمد الحضرمي، الذي تفاقمت مشكلات أبناء الخارج منذ أن تولى الإشراف على الوزارة واستمرت بعد تعيينه مؤخراً في منصبه الرسمي.
وتتعامل سفارات الشرعية مع الجاليات اليمنية في الخارج والتي تضاعف أرقامها بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية، على أنهم مجرد أرقام تسعى للاستفادة منهم بأكبر قدر ممكن من دون أن توفر لهم الحماية والرعاية الكافية وهو الأمر الذي تسببت في زيادة المخالفات المرتكبة بعدد من السفارات في بلدان روسيا والصين ومصر.
وأقدمت الشرطة الروسية اليوم الإثنين على اعتقال 3 طلاب مبتعثين، بعد تلقيها بلاغاً من السفير اليمني لدى موسكو أحمد سالم الوحيشي، وبحسب مصادر مطلعة فإن السفير اليمني في موسكو استدعى الشرطة الروسية للطلاب اليمنيين المتواجدين أمام السفارة، بعد قيامهم بتنظيم وقفة اعتراضاً على منعهم من دخول السفارة.
ولفتت إلى أن الشرطة الروسية احتجزت بالفعل الطالبين واس سعيد شريف، ويوسف مرعي، إلى جانب زميل ثالث لهما، وأشارت إلى أن الوحيشي منع الطلاب من دخول السفارة بناءً على دعوة من الملحقية الثقافية لبحث أزمة الطلاب ومحاولة إيحاد حلول لها.
وقال رئيس اتحاد الطلبة اليمنيين في موسكو "ردفان الماس"، ان السفارة أغلقت أبوابها في وجه الطلاب الذين حضروا تلبية لدعوة الملحقية الثقافية، فقرر الطلاب تنفيذ وقفة احتجاجية، إلا أن السفارة استدعت الشرطة التي اعتقلت ثلاثة طلاب هم"يوسف مرعي و واس شريف، وطالب ثالث لم يسمه".
وقال يوسف مرعي في منشور على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قبل ساعة من احتجازه، إن رؤساء الروابط الطلابية حضروا للاجتماع مع الملحق الثقافي ومدير عام قطاع البعثات في وزارة التعليم العالي سالم صالح الطاهري، لمناقشة اوضاع الطلاب.
وأضاف مرعي، ان السفير أحمد سالم الوحيشي أغلق "أبواب السفارة اليمنية أمام رؤساء الروابط.. أمام الطلاب الجائعين المنقطعة مستحقاتهم لما يقارب العام"، وكانت ثلاث طالبات يمنيات نفذن اعتصاما بالقرب من السفارة في موسكوا للمطالبة بمستحقاتهن المالية، وتوقف اعتصامهن أمس الأحد بعد تعهد رئاسة الوزراء بحل مشكلتهن.
وتشهد العديد من السفارات اليمنية في العالم، وقفات مشابه لهذه الاعتصامات من قبل طلاب اليمن الدارسين في عدة دول وذلك بسبب التأخر المستمر لمستحقاتهم المالية .
وقبل أيام وجه عدد من طلاب اليمن المبتعثين في جمهورية الصين الشعبية، نداء عاجل الى السلطات الرسمية وعلى رأسها السفارة اليمنية في بكين، بـسرعة التدخل لحل الأوضاع التي يمرون به، بعد أن رفضت التمديد لـ17 باحثا يمنيا في مساق الدكتوراه من قبل الـ(CSC)، حتى الآن
وأشار الطلاب إلى أن غياب دور الملحقية الثقافية وتعنت الملحق الثقافي في التعامل مع واجباته تجاه الطلاب، واحدة من أبرز الإشكاليات التي تواجههم، إضافة الى عدم جديتها في التواصل مع الجهات ذات العلاقة لحل المشكلة".
وخلال الأسبوع الماضي، كشف بيان مسرب أصدرته السفارة اليمنية في العاصمة الأسبانية مدريد، عن فضيحة كبيرة لما تسمى حكومة الشرعية، وذلك بعد تخاذلها في القيام بواجبها تجاه تحمل تكاليف نقل جثمان الشهيد الغريق الكابتن هلال على محمد الحاج.
وقال البيان الذي حصل "المشهد العربي" على نسخة منه في وقت سابق : "تعبر السفارة عن أسفها الشديد لعدم تجاوب خارجية ما تسمى بحكومة الشرعية مع قضية الشهيد، في الوقت الذي نهبت فيه هذه الحكومة ملايين الدولارات، من مصادر مختلفة منها المنح المقدمة للوزارة م في العامين 2015 و2016م، ومن الدخل الإضافي المحصل لعدد من السفارات وأهمها القنصلية بجدة".
وأضاف البيان الصادر عن السفارة : "سبق وأن أبلغنا كافة السلطات بها دون أي تجاوب، الأمر الذي يحتاج إلى ثورة لمكافحة الفساد بالتوازي مع إنهاء الانقلاب الحوثي، ونكرر الدعوة للرئيس هادي لاتخاذ خطوات جادة تجاه ذلك".