مؤسسات صنعاء التربوية في مرمى إرهاب الحوثي
تستهدف المليشيات الحوثية المؤسسات التي تهتم بتربية النشء في صنعاء، إذ أن هدفها الأساسي تخريب تلك المؤسسات لصالح أهدافها المستقبلية المرتبطة بجذب الأطفال إلى أفكارها، وهو ما ينعكس على حجم الجرائم المرتكبة بحق المساجد والمدارس، خلال الأعوام الأخيرة، وطال العديد من الشيوخ والمعلمين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة الإرهاب الإيراني.
عملت المليشيات الحوثية على إضعاف المعلمين الذين يؤدون رسالة سامية للأطفال في اليمن، وحرمتهم في رواتبهم واستهدفت العديد منهم، وانتهى الأمر إلى البعض منهم للانتحار في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها منذ ثلاثة أعوام.
ويعاني عشرات الآلاف من المعلمين اليمنيين في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من ظروف بالغة القسوة نتيجة انقطاع مرتباتهم منذ أكثر من عامين، أدت إلى تكرار حالات الانتحار، في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي يعانونه جراء الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في البلاد منذ أكثر من أربع سنوات.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن المليشيات الحوثية قتلت حوالي 1500 معلم ، بالإضافة إلى أن 2400 من العاملين في التعليم تعرضوا لإعاقات مستديمة، بجانب 32 حالة اختفاء قسري، إضافة إلى 44 منزلا للمعلمين تم هدمها، في وقت لم يتقاضى 60% من القطاع التعليمي رواتبهم منذ ثلاث سنوات، و9 آلاف تربوي لا يتقاضون مرتباتهم شهريا.
ومنذ الانقلاب الحوثي على الشرعية، بدأت فصول المعاناة المستمرة للمعلم اليمني، وطوال أكثر من أربع سنوات ركزت ميليشيات الحوثي الإرهابية على ضرب القطاع التعليمي الذي يمثل المعلم عموده الفقري، وصدرت تقارير لمنظمات محلية ودولية عكست حجم المأساة التي لحقت بالمعلمين اليمنيين.
واكتفى بعض المعلمين بالفتات الذي يلقيه لصوص الحوثي، وهو نصف راتب كل 6 أشهر، لا يسد رمق شخص بمفرده فضلا عن أسرة تنتظر ما يطفئ لهيب الجوع، وانتهى الحال ببعضهم إلى العمل في مهن شاقة من أجل الإيفاء بالالتزامات الأساسية لأسرهم.
وإلى جانب ما قام به لصوص ميليشيات الحوثي في التربية والتعليم من نهب لمرتبات المعلمين، فإن أيديهم طالت حتى المعونات والمساعدات التي تقدمها منظمات دولية لقطاع التعليم، ومنها ما سمي بالحافز المخصص لمساعدة المعلمين للتغلب على أزمة انقطاع الرواتب الذي قدمته السعودية والإمارات عبر منظمة اليونيسف.
وبالتوازي مع ذلك لم توقف المليشيات الحوثية من عمليات استهدافها للمساجد في صنعاء، ومؤخراً حولت الميليشيات مساجد في صنعاء، الخاضعة لسيطرتها، إلى مراكز لبيع أسطوانات الغاز المنزلي، وفق ما أفاد ناشطون.
وتداول ناشطون، على منصات التواصل الاجتماعي، صوراً تظهر استخدام الميليشيا أحد دور العبادة في صنعاء، نقطة لتجميع أسطوانات الغاز المنزلي، وتظهر إحدى الصور، عديد أسطوانات غاز منزلي، موضوعة بشكل مرتب، داخل المسجد، ويبدو أن الميليشيا قد حولته إلى مستودع لأسطوانات الغاز.
في حين أظهرت صور أخرى متداولة على نطاق واسع، في منصات التواصل، حافلات متوسطة متوقفة داخل مسجد آخر في صنعاء أيضاً
يذكر أن ميليشيا الحوثي تستخدم العديد من المساجد في مناطق سيطرتها، مواقع عسكرية لعناصرها، الذين يقومون بمضغ القات داخل تلك المساجد.