رسائل جنوبية من بطولات الضالع.. انتهى الدرس يا حوثي وإخواني
لم تكن الانتصارات التي حقّقتها القوات الجنوبية على المليشيات الحوثية في محافظة الضالع، قبل شق الطريق إلى محافظة إب، مجرد "دحر" لفصيل إرهابي موالٍ لإيران، لكنّها كانت رسالة حاسمة للعديد من الأطراف.
العمليات انطلقت في وقتٍ مبكرٍ من صباح أمس الثلاثاء، في شمالي وغربي الضالع، وتمكّنت من السيطرة على عدد كبير من المواقع والمناطق الاستراتيجية، وأسر العديد من عناصر الحوثيين، وإعطاب واغتنام العديد من أسلحة المليشيات ومصرع وجرح العشرات منهم.
بدأت عملية التحرير شمالًا، مرورًا بعدة مناطق إستراتيجية شمالي وغرب المحافظة ووصولًا إلى مناطق استراتيجية على تخوم عمق محافظة إب، وشملت المواقع المحررة، تبة ملك، وتبة الذاري، وتبة الطويلة، وتباب القراميد الثلاث، والزبيريات العليا، والزبيريات السفلى، وحبيل الغشة، وقرية دبيان، ولكام الذرة، وحبيل العصد، ولكمة السود، وحبيل مهتم، وقرية حمان، وقرية سليم، ومنطقة الفاخر، ولكمة عثمان، وقسم الفاخر، وشعب الماء، وقرية مرخزة، وحبيل الضبة، وقرية الخرازة، وقرية الدرما، ومدرسة العرم، وقرية الظاهرة، ووادي الغدير، وحبيل الكلب، وقرية الجبجب، وقرية الريبي، وقرية عويش، وقرية باجة.
بالتزامن مع عملية التحرير الواسعة، كانت الانتصارات تتوالى في جبهة الأزارق، فبعد تحرير منطقة الفاخر شنت وحدات من القوات الجنوبية المشتركة هجوم عنيف على مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في جبهة الأزارق.
في هذا المحور، تمكَّنت القوات الجنوبية من تحرير مواقع عدة، أهمها موقع لكمة ورزان، وموقع القرن، ولكمة اليهودي، وموقع الأساس، وموقع نقطة مقطار، وجميعها مواقع حدودية تابعة إداريا لمديرية الحشاء.
هذه الانتصارات العظيمة تمثل رسالة واضحة ليس فقط للمليشيات الحوثية بل أيضًا لحليفتها الإخوانية، بأنّ الجنوب سيكون مقبرةً للغزاة، إذا ما استمرّت حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، في عدوانها الذي يستهدف الجنوب.
يتفق مع ذلك الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي، الذي يرى أنّ هذه الانتصارات الملهمة ستردع أي مؤامرات إخوانية أو حوثية تستهدف الجنوب.
وقال النسي، في تغريدة عبر "تويتر": "مازالت المقاومة الجنوبية تحقق الانتصارات تلو الانتصارات وفي أكثر من موقع ومع أكثر من عدو رغم المؤامرات التي تمارسها الشرعية ضدها".
وأضاف: "ما حققته المقاومة الجنوبية من انتصارات في الضالع يوكد للجميع أنهم لا يمكن أن يعودوا للجنوب مرة أخرى لا الحوثي ولا الشرعية".
في الوقت نفسه، فإنّ الانتصارات الجنوبية على المليشيات الحوثية تقوِّي من موقف المجلس الانتقالي الجنوبي في المحادثات التي تُجرى في مدينة جدة السعودية.
ويؤكّد النسي: "الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية في الضالع هي تعزيز للموقف التفاوضي لوفد المجلس الانتقالي الجنوبي في جدة.. نحن موجودون قبلها لكن الانتصارات تجعلنا نقول نحن هنا على الأرض بالمقابل أين هي الشرعية وماذا حققت لتكون ندًا للمجلس الانتقالي الجنوبي".
الرسالة التي تصل للتحالف مفادها من يحارب المليشيات الحوثية حقًا على أرض الميدان "أبطال الجنوب" وبين من يتستر وراء هذه الحرب ويتحالف مع الانقلابيين "إخوان الشرعية".
البطولات الجنوبية ضد مليشيا الحوثي تؤكّد للتحالف العربي كذلك من الذي يقف إلى جانبه وتتفق استراتيجيته وأهدافه معه، وبين طرفٍ آخر حظي بكل الدعم من التحالف "ماليًّا وسياسيًّا وعسكريًّا" ولم يُقدم إلا خيانات بشعة للمملكة على الأرض.