دبلوماسية الخارج.. المجلس الانتقالي يُسمِع العالم صوت الجنوب الحر
أحد أهم القطاعات التي يوليها المجلس الانتقالي الجنوبي اهتمامًا كبيرًا هو العلاقات الخارجية، والتي ينقل من خلالها المجلس، صوت الجنوب إلى المجتمع الدولي، ضمن التحركات الهادفة إلى تحقيق الهدف المنشود من قضية الشعب العادلة.
ومع تزايد حجم التحديات التي تُحيط بالجنوب في الفترة الأخيرة، لا سيّما مع العدوان "متعدد الأوجه" الذي تشنه مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر، وصولًا إلى الاجتماعات التي تُعقد في مدينة جدة بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، فقد ضاعف المجلس من جهوده على صعيد العمل الخارجي.
ضمن هذه الخطوات، عقد ممثل الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي عادل الشبحي، اليوم الأربعاء، لقاءً مع سفيرة مملكة هولندا لدى اليمن آرما ماري فان ديورون في العاصمة السعودية الرياض.
اللقاء شهد مناقشة الملفات المتعلقة بالحرب في اليمن وأهم القضايا والصراع والحوار الدائر في مدينة جدة والجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإحلال السلام.
من جانبها، أكَّدت السفيرة فان ديورون التي تزور المملكة العربية السعودية ضمن جولة دبلوماسية، حرص بلادها على دعم الحوار والحل الشامل والجذري ليتمكن الإنسان جنوبًا وشمالًا من الحصول على حياة آمنة وتتمكن هولندا من تقديم المساعدات في معظم المجالات.
التأكيد الهولندي لحق الشعب الجنوبي في تحديد مستقبله بحرية كاملة، جاء بعد أيام قليلة من موقف فرنسي مشابه، ففي الأربعاء الماضي، التقى الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، بمدينة جدة، السفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تيستو.
وجرى خلال اللقاء تناول العديد من القضايا ذات العلاقة بالملف الأمني والسياسي في الجنوب، بالإضافة الى مناقشة تطورات حوار جدة الذي ترعاه الرياض.
الرئيس الزبيدي رحَّب بالسفير الفرنسي، وأكّد على التزام المجلس بالسلام واستعداده للتعاطي الإيجابي مع الجهود الدولية من أجل السلام بما يضمن للجنوبيين حقهم في تحديد مستقبلهم السياسي، مشدِّدًا على أنَّ حوار جدة يأتي في إطار حرص الأشقاء في المملكة تجاه حفظ الأمن وحماية المنطقة من الفوضى والإرهاب، مشيرًا إلى الموقف الثابت للمجلس تجاه دعم دول التحالف العربي، والوقوف معها لمحاربة التمدد الإيراني عبر المليشيات الحوثية.
وأشاد الرئيس الزُبيدي، خلال اللقاء، بجهود جمهورية فرنسا في دعم عملية سلام شاملة ودائمة تحت مظلة الأمم المتحدة، تضمن للجنوبيين حقهم في تقرير مصيرهم، مؤكدًا أنّ المصالح الفرنسية في محل اهتمام المجلس.
من جانبه، عبَّر السفير الفرنسي عن سروره بهذا اللقاء، وتقديره لموقف المجلس الانتقالي الجنوبي تجاه السلام المتمثل في استجابته لحوار جدة، وقال إنَّ المتغيرات والتطورات تستدعي حضور الجنوبيين في عملية السلام والاستماع لصوتهم وإيجاد حل عادل لقضيتهم.
هذه التحركات الدولية تُعبّر عن اهتمام كبير من قِبل القيادة السياسية الجنوبية "ممثلة في المجلس الانتقالي" في العمل على نقل الصوت الجنوبي للمجتمع الدولي، وهو ما يعتبر أحد أهم التحرُّكات على صعيد الحلم الأكبر، وهو استعادة دولة الجنوب عبر فك الارتباط.
وتأكيدًا لذلك، كشف الناطق باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم في مقابلة سابقة مع "المشهد العربي"، أنّ المجلس يولي أهمية كبيرة للتحركات الدولية، وقال إنّه بموازاة العمل المؤسسي والبناء التنظيمي لهيئات المجلس داخليًّا، تم إنشاء إدارة للعلاقات الخارجية استطاعت أن تفتح العديد من المكاتب في أمريكا وروسيا وبريطانيا وأوروبا والخليج.
ولعلَّ من أكبر النجاحات السياسية التي حقّقها المجلس الانتقالي في الفترة الأخيرة، تتمثَّل في أنَّ الجنوب أصبح طرفًا رئيسيًّا في معادلة الحل للأزمة اليمنية في إطارها العام، كما حقّق المجلس انتصارًا سياسيًّا كبيرًا على حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، التي حاولت السيطرة على الجنوب ومصادرة حق شعبه في تقرير مصيره.