تحشيد عسكري وزراعة ألغام.. السرطان الحوثي يتوغّل في عظام الحديدة المنهكة
في تحدٍ صارخ لكافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، واصلت مليشيا الحوثي الانقلابية ممارساتها الإرهابية، التي تستهدف إطالة أمد الأزمة عبر تكبيد المدنيين أعباءً فادحة.
أحد أبشع الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، تتمثّل في زراعة الألغام، حيث عمل الانقلابيون على زراعة حقول جديدة في محيط قرى مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة.
الألغام الحوثية أدّت إلى فرض حصار خانق على المدنيين في جميع الطرق الرئيسية والفرعية.
اللافت أنّ الكشف عن التوسع الحوثي في زراعة الألغام بمحافظة الحديدة على وجه التحديد، جاء بعد حشد المليشيات أعدادًا كبيرة من مسلحيها مدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة نحو مناطق مختلفة من مديريات محافظة الحديدة.
وقامت مليشيا الحوثي بحشد مجموعات مسلحة في مدينة زبيد والدفع بها باتجاه المزارع التابعة لمناطق الجبلية والتحيتا على متن أطقم تابعة للحوثيين.
ووصلت بعض العناصر المسلحة التابعة للمليشيات الحوثية إلى مناطق قريبة من مديرية حيس قادمة من مثلث القهرة الواقعة غرب محافظة إب والمحاذية لمدينة حيس.
في الوقت نفسه، عزَّزت المليشيات لمواقعها في أطراف مديرية الدريهمي، ومنطقة كيلو 16 جنوبي الحديدة وصلت على متن أطقم تابعة للمليشيات.
هذه الممارسات المسلحة، سواء المتعلقة بزراعة حقول الألغام أو التحشيد العسكري تمثل رسالة واضحة وصريحة من المليشيات الحوثية الموالية لإيران بأنّها عازمة على التصعيد أكثر على الرغم من الدعوات المزعومة التي تطلقها بين حينٍ وآخر حول حرصها على تحقيق السلام، لكنّ الأمر لم يخرج عن كونه أكاذيب مفضوحة، بعدما قضت المليشيات على أي فرص لتحقيق السلام.
وعلى مدار خمس سنوات من الحرب العبثية للمليشيات الحوثية، وبعدما غرق اليمن في أتون أزمة إنسانية غير مسبوقة وحياة بائسة طالت ملايين المواطنين، يبدو أنّ الانقلابيين لم يقرروا التوقّف بعد عند هذا الحد، بل يصر هذا الفصيل الإرهابي على تكبيد المدنيين أعباءً أكثر فداحة وبشاعة.
ومؤخرًا، كشفت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنفتها الأسوأ عالمياً، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.
وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.
وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.
ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.
وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.
كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).