قوة الردع الجنوبية.. الرسالة التي لم يفهمها الإخوان بعد

الخميس 10 أكتوبر 2019 19:01:00
قوة الردع الجنوبية.. الرسالة التي لم يفهمها "الإخوان" بعد

رأي المشهد العربي

توهّمت المليشيات الإخوانية التي يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، أنّ مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماعات جدة، تنم عن خوف أو على الأقل عدم رغبة في أي مواجهة عسكرية، لكنّ الوقائع على الأرض تُفضي إلى غير ذلك.

إحدى أهم هذه الوقائع كان نجاح القوات المسلحة الجنوبية في التصدي لهجوم شنته مليشيا الإخوان التابعة للشرعية في الساعات الماضية، على نقطة الحزام الأمني في ضيعمان الواقعة في منطقة ضيقه بمديرية المحفد.

ونجحت القوات المسلحة الجنوبية، في التصدي للهجوم الإخواني الإرهابي وإلحاق خسائر مادية في صفوف أفراده وكسر الهجوم.

التصدي الجنوبي الباسل لمحاولة الهجوم الإخواني، وإن كان ليس الأول من نوعه، لكنّه يُقدّم رسالةً قديمة متجددة، بأنّ القوات الجنوبية مستعدة دائمًا لمواجهة أي عدوان تشنه المليشيات الإرهابية الموالية للشرعية، وأنّ قبولها بالحوار إنّما يهدف إلى التوصّل لحل سياسي وتجنّب عواقب الحرب.

وعلى الرغم من مشاركتها المعلنة في حوار جدة، وإدعائها الحرص على حل الأزمة سياسيًّا، فإنَّ حكومة الشرعية - عبر المليشيات الإخوانية - تواصل العمل على استهداف الجنوب، لا سيّما من خلال التحشيد العسكري المتواصل، بغية إشعال الفوضى على أراضيه والنيل من أمنه واستقراره والسيطرة على مقدراته.

ولا يمكن لـ"الشرعية" أن تُجاهر برفضها الصريح لحوار جدة خوفًا من الإيقاع في حرجٍ شديد أمام المملكة العربية السعودية التي دعّمتها على مدار سنوات بكل السبل، وهي في الوقتٍ نفسه تدرك جيدًا أنّ الاتفاق الذي سيُفضي إليه حوار جدة يُرسّخ حالة سياسية جديدة، تقضي على نفوذ حزب الإصلاح الإرهابي بشكل كبير، وهو ما يعني محاصرة "إخوان الشرعية" بين خيارين أحلاهما مر.

إزاء ذلك، تعمل "الشرعية" المخترقة إخوانيًّا على الإدعاء بأنّها تدعم جهود المملكة في حوار جدة، لكنّها في الوقت نفسه أقدمت على العديد من الممارسات التي تحاول من خلالها إفشال هذه الجهود بشكل تام.

من بين السبل التي لجأ "إخوان الشرعية"، وربما أهمها، هو التحشيد العسكري صوب الجنوب عبر مجاميع مسلحة موالية لحزب الإصلاح، قدمت من مأرب لإحداث العدوان الإخواني، بالإضافة إلى التنسيق مع المليشيات الحوثية سواء عسكريًّا "على الأرض" أو سياسيًّا من خلال لقاءات عقدها وزراء بارزون في حكومة الشرعية، يوالون حزب الإصلاح، مع قادة حوثيين، تناولت تعزيز التنسيق فيما بينهم.