بطولات الفاخر.. جبهةٌ تُسجِّل بطولات جنوبية وانهيارات حوثية

الجمعة 11 أكتوبر 2019 13:03:56
"بطولات الفاخر".. جبهةٌ تُسجِّل بطولات جنوبية وانهيارات حوثية

واصلت القوات الجنوبية جهودها الباسلة في دحر المليشيات الحوثية في محافظة الضالع، وتحديدًا في جبهة الفاخر، مُسجّلة بطولات عظيمة ضد الانقلابيين المدعومين من إيران.

"جبهة" الفاخر الواقعة في أقصى الشمال الغربي لمحافظة الضالع شهدت أمس الخميس، اشتباكات عنيفة بين وحدات من القوات الجنوبية وعناصر مسلحي مليشيا الحوثي الذين حاولوا استعادة بعض المواقع العسكرية من قبضة القوات الجنوبية هناك.

وشنّت المليشيات الحوثية سلسلة هجمات عسكرية غير مباشرة، حيث استخدمت الاسلحة الرشاشة ومدفعية الهاون في قصف عنيف لمواقع تمركز أبطال القوات الجنوبية في سوق الفاخر ولكمة عثمان وحبيل الكلب وغيرها من النقاط المحورية على تخوم الفاخر.

كما شنّ الحوثيون هجومًا ميدانيًّا، محاولين الالتفاف على المواقع العسكرية التابعة للقوات الجنوبية والواقعة على نسق الجبهة الأول مستخدمين مختلف أنواع الاسلحة منها أسلحة الدروع والمضادات الجوية.

وبعد ساعات من الاشتباك المستمر، استطاع أبطال القوات الجنوبية كسر الهجوم الحوثي وتأمين خط المواجهة الناري الأول بالكامل.

هذه العملية العسكرية من قبل المليشيات الحوثية هي الأولى من نوعها بعد طردها من مناطق سيطرتها في باب غلق وحجر وقعطبة بعد أن شنت القوات الجنوبية عملية عسكرية كبرى فجر الثلاثاء الماضي لتتمكن من تحرير ما يقارب 35 موقعًا عسكريًّا كانت تتمركز فيه مليشيا الحوثي حتى وصلت منطقة الفاخر.

بدأت عملية التحرير شمالًا، مرورًا بعدة مناطق إستراتيجية شمالي وغرب المحافظة ووصولًا إلى مناطق استراتيجية على تخوم عمق محافظة إب، وشملت المواقع المحررة، حسبما أعلن المركز الإعلامي للجيش والمقاومة لجبهة مريس دمت الضالع، تبة ملك، وتبة الذاري، وتبة الطويلة، وتباب القراميد الثلاث، والزبيريات العليا، والزبيريات السفلى، وحبيل الغشة، وقرية دبيان، ولكام الذرة، وحبيل العصد، ولكمة السود، وحبيل مهتم، وقرية حمان، وقرية سليم، ومنطقة الفاخر، ولكمة عثمان، وقسم الفاخر، وشعب الماء، وقرية مرخزة، وحبيل الضبة، وقرية الخرازة، وقرية الدرما، ومدرسة العرم، وقرية الظاهرة، ووادي الغدير، وحبيل الكلب، وقرية الجبجب، وقرية الريبي، وقرية عويش، وقرية باجة.

بالتزامن مع عملية التحرير الواسعة، كانت الانتصارات تتوالى في جبهة الأزارق، فبعد تحرير منطقة الفاخر شنت وحدات من القوات الجنوبية المشتركة هجوم عنيف على مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في جبهة الأزارق.

في هذا المحور، تمكَّنت القوات الجنوبية من تحرير مواقع عدة، أهمها موقع لكمة ورزان، وموقع القرن، ولكمة اليهودي، وموقع الأساس، وموقع نقطة مقطار، وجميعها مواقع حدودية تابعة إداريا لمديرية الحشاء.

الانتصارات الجنوبية ضد المليشيات الحوثية في الضالع، قبل شق الطريق إلى محافظة إب، لا تقتصر على كونها "دحرًا" لفصيل إرهابي موالٍ لإيران، لكنّها كانت رسالة حاسمة للعديد من الأطراف.

هذه الانتصارات العظيمة تمثل رسالة واضحة ليس فقط للمليشيات الحوثية بل أيضًا لحليفتها الإخوانية، بأنّ الجنوب سيكون مقبرةً للغزاة، إذا ما استمرّت حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، في عدوانها الذي يستهدف الجنوب.

يتفق مع ذلك الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي، الذي يرى أنّ هذه الانتصارات الملهمة ستردع أي مؤامرات إخوانية أو حوثية تستهدف الجنوب، وقال: "مازالت المقاومة الجنوبية تحقق الانتصارات تلو الانتصارات وفي أكثر من موقع ومع أكثر من عدو رغم المؤامرات التي تمارسها الشرعية ضدها".

وأضاف: "ما حققته المقاومة الجنوبية من انتصارات في الضالع يوكد للجميع أنهم لا يمكن أن يعودوا للجنوب مرة أخرى لا الحوثي ولا الشرعية".

في الوقت نفسه، فإنّ الانتصارات الجنوبية على المليشيات الحوثية تقوِّي من موقف المجلس الانتقالي الجنوبي في المحادثات التي تُجرى في مدينة جدة السعودية، حيث يؤكّد النسي: "الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية في الضالع هي تعزيز للموقف التفاوضي لوفد المجلس الانتقالي الجنوبي في جدة.. نحن موجودون قبلها لكن الانتصارات تجعلنا نقول نحن هنا على الأرض بالمقابل أين هي الشرعية وماذا حققت لتكون ندًا للمجلس الانتقالي الجنوبي".

الرسالة التي تصل للتحالف مفادها من يحارب المليشيات الحوثية حقًا على أرض الميدان "أبطال الجنوب" وبين من يتستر وراء هذه الحرب ويتحالف مع الانقلابيين "إخوان الشرعية".

البطولات الجنوبية ضد مليشيا الحوثي تؤكّد للتحالف العربي كذلك من الذي يقف إلى جانبه وتتفق استراتيجيته وأهدافه معه، وبين طرفٍ آخر حظي بكل الدعم من التحالف "ماليًّا وسياسيًّا وعسكريًّا" ولم يُقدم إلا خيانات بشعة للمملكة على الأرض.