الإصلاح يماطل في جدة ويتحالف مع الحوثي على وقع اشتعال المنطقة
الجمعة 11 أكتوبر 2019 19:00:14
رأي المشهد العربي
دائما ما يجيد تنظيم الإخوان استغلال أوضاع منطقة الشرق الأوسط وتوظيفها لصالحه، إذ أنه بالأساس يبرع في العمل السري ويصل من خلاله إلى نتائج أكثر إيجابية، وذلك يرتبط بتاريخ طويل للجماعة الدموية التي تحالفت مع كل من كان، هدفه إغراق هذه المنطقة في براثين الدماء.
ما أجاده تنظيم الإخوان في السابق تقوم بتطبيقها مليشيات الإصلاح في الوقت الحالي، إذ أنها تستغل الاهتمام الدولي بالإرهاب التركي على سوريا من أجل أن تماطل وتراوغ بحوار جدة في محاولة أخيرة للهروب مما يسعى التحالف العربي من تنفيذه على أرض الواقع لإنهاء الأزمة في الجنوب.
وفي المقابل فإن المليشيات ذاتها استغلت التقارب التركي الإيراني القطري العلني من أجل زيادة حجم التنسيق مع العناصر الحوثية، وكثفت خلال الأسبوع الماضي من لقاءاتها التي عقدتها مع قيادات حوثية سواء كان ذلك داخل اليمن وتحديداً في محافظة تعز، أو خارجها من خلال العاصمة العمانية مسقط.
يحاول الإصلاح الخروج بأكبر المكاسب جراء اهتمام جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي بجانب المحور العربي الساعي لإحلال السلام بالمنطقة (السعودية والإمارات ومصر والأردن والبحرين)، بما يقدم عليه أردوغان في سوريا، وبالتالي فهو يدرك تماماً أن مماطلته في حوار جدة على وجه التحديد قد يؤدي إلى تأخير تطبيق مسودة الاتفاق التي تشير تسريبات إلى أنه جرى التوافق حولها من دون الإعلان عن بنودها بشكل كلي حتى الآن.
لا يسعى الإصلاح إلى السلام في الجنوب فهدفه الأساسي هو استمرار الحرب من أجل هيمنة لن يسمح الجنوب وأبنائه بها، ويأتي ذلك في ضمن خطة إقليمية تحاول تحقيق أكبر مكاسب لتيارات الإسلام السياسي بدأتها الولايات المتحدة بإفساح المجال إلى تركيا من أجل التوغل في سوريا، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يستمر في مماطلته حتى وإن جرى إعلان الاتفاق في حوار جدة لما يمكنه من تحقيق مآربه التي تتوافق مع خطط محور الشر.
وبالتالي فإن تحالف الإخوان مع المليشيات الحوثية بل وجميع التنظيمات الإرهابية والتي ستكون حاضرة بشكل أكبر بعد إطلاق سراح عشرات الآلاف من سجون "قسد" في سوريا، سواء كان ذلك سراً أو علانية هو أمر محسوم بالنسبة للإصلاح خلال الفترة المقبلة، بل أن خططه الأساسية ستقوم على التقارب مع هؤلاء، ليس من أجل تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية في اليمن فقط، ولكن على مستوى المنطقة العربية بأسرها.
إرهاب أردوغان في تركيا والإصلاح باليمن، والخلايا الإرهابية الإخوانية في غالبية الدول العربية بحاجة إلى استراتيجية وخطة واضحة لمكافحة الإرهاب في المنطقة، إذ أن جميع هذه الأسماء والتنظيمات تعمل تحت راية التنظيم الدولي للإخوان، والذي يستهدف للانقضاض على المنطقة في استكمال لما أقدم عليه بالعام 2011.