تفخيخ عسكري.. الإصلاح يدفع بمجاميع إرهابية لإفشال حوار جدة

السبت 12 أكتوبر 2019 14:13:10
تفخيخ عسكري.. "الإصلاح" يدفع بمجاميع إرهابية لإفشال حوار جدة

منذ أن دعت المملكة العربية السعودية إلى عقد اجتماعات في مدينة جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، أظهرت "الأخيرة" كثيرًا من التناقض في تعاملها مع هذه الخطوة، وصل إلى محاولة إفشال "الحوار" بأي ثمن.

الأزمة بدأت بعدوان شنّته المليشيات الإخوانية بقيادة الإرهابي علي محسن الأحمر على الجنوب، فتصدّت القوات الجنوبية ببسالة عظيمة لهذا العدوان، حتى دعت السعودية لعقد اجتماعات في جدة، فوافق المجلس الانتقالي لكنّ حكومة الشرعية ساد عليها التناقض حيال هذه الدعوة، لكنّها أجبرت على المشاركة في نهاية المطاف حتى لا تكون في وضع مجرح أمام الرياض.

حكومة الشرعية، وهي تحت السيطرة الإخوانية، أظهرت خبث نواياها سريعًا، بمحاولاتها المستمرة لإفشال حوار جدة بأي طريقة، فاستعانت بتنظيمات إرهابية في محاولة لتصعيد الوضع العسكري، إداركًا من حزب الإصلاح أنّه لا مكان له في المستقبل السياسي في مرحلة ما بعد حوار جدة.

في الساعات الماضية، واصلت المليشيات الإخوانية لعب هذا الدور الإرهابي، حيث كشفت مصادر مطلعة لـ"المشهد العربي" إنّ "الإصلاح" دفع بمجاميع مسلحة قادمة من مأرب صوب محافظتي شبوة وأبين في محاولة لتفخيخ الوضع العسكري هناك.

المليشيات الإخوانية، من أجل إنجاح مؤامرتها، اعتمدت على تنظيمات إرهابية على رأسها داعش والقاعدة، من أجل أن تنتشر في أبين وشبوة بغية إشعال الفوضى هناك، في محاولة قديمة - متجددة لإفشال حوار جدة، وقطعًا للطريق أمام الوصول إلى حل سياسي.

اعتماد "إخوان الشرعية" على العناصر الإرهابية في العدوان على الجنوب، يأتي بتوجيهات مباشرة من الإرهابي علي محسن الأحمر، الذي يُنظر إليه باعتباره المُحرّك الرئيسي للكثير من الأحداث، ووجوده يكفي لـ"وصم" حكومة الشرعية بالإرهاب، حيث كشفت العديد من الأدلة عن علاقة بين محسن الأحمر والتنظيمات المتشددة، لا سيّما أنَّ زعيم حزب الإصلاح الإخواني عبدالمجيد الزنداني يعتبر من أكبر مؤسسي القاعدة بل كان أستاذ وشيخ أسامة بن لادن الذي تتلمذ على يديه عندما كان الزنداني باحثًا في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وكان الشيخ عبدالله عزام أستاذًا للدراسات الإسلامية في نفس الجامعة، فاجتمع الثلاثة وكونوا تنظيما عرف في ما بعد بتنظيم القاعدة، فيما يُمثل علي محسن الأحمر الجناح العسكري في اليمن الأكثر موالاةً لـ"الزنداني" وتنظيم القاعدة.

وكان الباحث الأمريكي بيتر ساليسبري قد كشف في دراسة نشرها معهد الخليج للدراسات "مقره واشنطن"، أنّ محسن الأحمر يعتبر لاعبًا مؤثرًا في شبكة من الجماعات القبلية والسنّية والإسلامية التي مركز ثقلها هو حزب الإصلاح، كما أنَّه متهمٌ بالمساعدة في رعاية المجموعات المتطرفة التي أصبحت في نهاية المطاف "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
وتمكَّن الأحمر، بحسب الدراسة، من تقديم نفسه على أنَّه آخر أمل لتحقيق النصر العسكري ضد الحوثيين، وكخط دفاع أخير عن اليمن، إلا أنّ ماضيه الملوَّث بالإرهاب يقف عائقًا أمام تحقيقه مطامعه المتطرفة.

الدور الإرهابي لمحسن الأحمر طال التحالف العربي على الرغم من الدعم اللامحدود المقدم من السعودية لحكومة الشرعية، إلا أنّ المليشيات الإخوانية التي تأتمر بأمر مليشيا الجنرال الإرهابي تورّطت في العديد من الهجمات على التحالف العربي، كما أنّها سلّمت مواقع استراتيجية لسيطرة الانقلابيين وجمّدت جبهات أخرى.

المليشيات الإخوانية لحكومة الشرعية بعدما فشلت فشلًا ذريعًا في احتلال العاصمة عدن بعد عدوانها الغاشم الذي صدَّته بطولات القوات المسلحة الجنوبية، توجّهت إلى شن عدوان على محافظة شبوة، وعملت على نشر المليشيات على الأرض، وتردي الخدمات بشكل مستمر على النحو الذي يفاقم من معاناة المواطنين، واستهداف معارضيها بآلة قمع حادة، تجلّى ذلك في العدوان الإخواني على تظاهرات مدينة عزان التي أسفرت عن استشهاد المواطن سعيد القميشي بعدما اغتالته يد الإرهاب الإخواني من المسافة صفر.

المواجهة الجنوبية للإرهاب الإخواني باتت لازمة على مختلف الأصعدة، لا سيّما فيما يتعلق بالجانب العسكري، لا سيّما أنّ حكومة الشرعية تتخذ من القوة الغاشمة سلاحًا لفرض سيطرتها بالقوة المسلحة، وقد عبّر عن ذلك في وقتٍ سابق، أكثر من قيادي نافذ في حكومة الشرعية، بينهم وزير النقل صالح الجبواني "المقرب من المليشيات الحوثية" بأن تكون مدينة عتق هي العاصمة.

وفي الوقت الذي تبدي فيه القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، استجابةً كبيرةً وشارك بفاعلية في الاجتماعات التي تستضيفها مدينة جدة السعودية، تقديرًا للمملكة وحرصًا على تغليب الحل السياسي، إلا أنّ المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية تصر على إشعال الأوضاع أكثر عبر تصعيد إرهابي مسلح.

يشير هذا الوضع أنّ مقاومة الإرهاب الإخواني في الجنوب ربما أصبح في حاجة إلى عدم السلمية، والاستمرار في التضحية وتقديم الغالي والنفيس، ومواصلة القوات المسلحة الجنوبية في جهودها البطولية التي تردع إرهاب إخوان الشرعية.