انتصارات الجنوب في الضالع.. عن وَهَن الإصلاح وخيانته
رأي المشهد العربي
كشفت الانتصارات الخالدة التي تُحقّقها القوات المسلحة الجنوبية ضد المليشيات الحوثية، الكثير من الوهن والخيانة التي جسّدها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، المخترق لحكومة الشرعية.
القوات المسلحة الجنوبية حقّقت منذ يوم الثلاثاء الماضي، الكثير من الانتصارات على الحوثيين في محافظة الضالع وتحديدًا في جبهة الفاخر، ونجحت في السيطرة على عشرات المواقع، ولا تزال تشق طريقها صوب محافظة إب، مقدّمة دروسًا عظيمة في الوفاء والإنسانية إلى جانب البطولات العسكرية.
تعاظم وتعدُّد الانتصارات الجنوبية على الحوثيين في بضعة أيام قليلة كشف الكثير من الحقائق على الأرض، أهمها حجم الوهن في معسكر حكومة الشرعية بعد اختراقها إخوانيًّا، وأنّها سببٌ رئيسٌ في تأخُّر حسم التحالف العربي للحرب على المليشيات، بعدما انخرط "الإصلاح" في تحالف مروّع مع الانقلابيين.
وعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، توارى قادة "إخوان الشرعية" وراء هذه الحالة من أجل أن يبرروا وجودهم ونفوذهم، بل وعملوا كذلك على تكوين ثروات مالية طائلة، عبر أعمال نهب وفساد طائلة ضاعفت من الأزمة الإنسانية، ودعّمت الحرب الحوثية بشكل غير مباشر.
ما يحدث على الأرض يبرهن على أنّ حكومة الشرعية مستفيدة من الوضع الراهن، وتسعى لإطالة أمد الحرب؛ إدراكًا منها أنّ بقاءها في السلطة مرهونٌ باستمرار العبث الراهن، وأن الحرب الحوثية ضمانة لأن يكوِّن لقادتها هذا الثراء الفاحش.
الطرف الأهم في هذه المعادلة هو التحالف العربي، الذي أصبح مطلعًا على كافة التفاصيل الدقيقة لما يجري من أحداث، وبات على قناعة كاملة بأنّ حكومة الشرعية تتحمّل مسؤولية مباشرة عن إطالة أمد الحرب، بينما تعتبر القوات المسلحة الجنوبية شريكٌ أساسي في خندق الحرب على المليشيات الحوثية.
ولا شك أنّ هذه المعادلة ستفرض نفسها طرفًا رئيسيًا في حوار جدة الذي ترعاه المملكة العربية السعودية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية بعد عدوان مليشيا الإصلاح على الجنوب في الفترة الأخيرة، وهو حوارٌ سيُفضي إلى استئصال منتظر لنفوذ الحزب الإخواني من المشهد برمته.