نسائم ثورة أكتوبر تظهر في الجنوب مجدداً
رأي المشهد العربي
في الذكرى الـ "56" لثورة 14 من أكتوبر والتي عززت من روح رفض ومقاومة المحتل الأجنبي، حتى تحقق استقلال الجنوب العربي بعد أربعة سنوات من انطلاقها، تعود نسائم الانتصار والثورة مرة أخرى في الجنوب هذا العام بالتوازي مع اقتراب الجنوب من استعادة دولته ولكن هذه المرة لدى أبناء الجنوب روح المقاومة للتخلص من المحتل الإخواني الحوثي.
قطع أبناء الجنوب أشواطا كبيرة في سبيل استعادة دولتهم، بعد أن اتفقوا على وجود قيادة سياسية تمثلهم في الفعاليات الداخلية والدولية، وأصبح المجلس الانتقالي الجنوبي صوت أبناء محافظات الجنوب التي تخوض مقاومة شريفة ضد المليشيات التي تحاول استمرار احتلالها، بل أنها استطاعت أن تنهي وجود المليشيات الحوثية وفي طريقها لإنهاء الاحتلال الإخواني.
نسائم أكتوبر تظهر حاليا في مواقع عدة، أولها ما يجري على مختلف جبهات الضالع، إذ تحقق القوات المسلحة الجنوبية انتصارات متتالية في مواجهة المليشيات الحوثية، ودفعها إلى التقهقر والتراجع إلى داخل أعماق محافظات الشمال، ولم تكتفي بذلك بل أنها ذهبت باتجاه تأمين مداخل الجنوب لتنهي أي محاولة للعودة من جديد.
النسائم تظهر أيضاً في العاصمة عدن، بعد أن تمكن أبناء الجنوب تحريرها من احتلال التنظيمات الإرهابية التي كانت تتواجد تحت غطاء ألوية الحماية الرئاسية، وسيطر أبناء الجنوب على جميع النقاط الأمنية وفر وزراء ما تسمى بالشرعية المحسوبين على الإصلاح لإدراكهم أن احتلالهم لن يستمر في المستقبل، بل أن العاصمة أضحت في وضع أمني واجتماعي لم تستطع أن تصل إليه منذ تحريرها من المليشيات الحوثية في العام 2015.
في شبوة تظهر أيضاً نسائم ثورة أكتوبر على وقع المقاومة الجنوبية في مواجهة مليشيات الإخوان والتي استطاعت أن تجعل من حشود مأرب التي وصلت إلى المحافظة كأنها دخلت بقدميها إلى مستنقع لا تعرف كيف تخرج منه، مع اشتداد العمليات التي توقع يوميا خسائر بشرية وأخرى في العتاد، الأمر الذي يجعل الإصلاح يفكر في كيفية التخلص من هذا المأزق من دون أن يقدم على أي خطوات حتى الآن.
نسائم ثورة أكتوبر تظهر أيضاً على المستوى السياسي والدبلوماسي، بعد أن أضحى للجنوب صوتاً في العديد من البلدان الكبرى والمؤثرة في صنع القرار الدولي، وخلال العام الجاري تلقى المجلس الانتقالي الجنوبي دعوات لزيارة بلدان عدة أبرزها لندن وموسكو، فيما أضحى المجلس شريك أساسي في أي حوارات متعلقة بالجنوب.
نسائم الثورة تظهر أيضاً في صلابة المجلس الانتقالي أثناء حوارات جدة التي تجري حالياً، والتي ستعبر في النهاية عن قوة كل طرف، بل أن الجميع يتفق على أنها أولى مقدمات استعادة الدولة والتخلص من العدو الحوثي الإصلاحي.