لصوص النصر.. سطو إخواني مفضوح لبطولات الجنوبيين على الحوثيين
اعتادت جماعة الإخوان الإرهابية، في مختلف الدول التي نشطت بها، على "ركوب الموجة"، محاولة من وراء ذلك جني أكبر قدر من المكاسب على الصعيدين السياسي والعسكري.
حزب الإصلاح، ذراع الجماعة الإرهابية في اليمن، حاول تنفيذ هذه السياسة في خضم ما يجري حاليًّا في محافظة الضالع، ففي الوقت الذي تُسطِّر فيه القوات الجنوبية بطولات ملحمية في مواجهة المليشيات الحوثية، فإنَّ حزب الإصلاح، المخترق لحكومة الشرعية، حاول عبر أبواقه الإعلامية وكتائبه الإلكترونية سرقة هذه الانتصارات ونسبها إلى نفسه، وكأنّه هو الذي يقود عمليات النصر العظيم.
المثير للسخرية في هذه "السرقة" الإخوانية أنّ حزب الإصلاح الذي يدعي النصر على المليشيات الحوثية، منخرطٌ في الأساس في تحالف مروّع مع الانقلابيين منذ سنوات، في إطار تبادل مصالح فيما بينهم وعملًا ضد الجنوب والتحالف العربي، فالحزب الإخواني كان قد سحب مسلحيه من مناطق شمال الضالع وتحديدًا في مديريتي دمت ومريس، ليُفسح الطريق أمام عودة الحوثيين باتجاه قعطبة، وسلمهم مواقع استراتيجية في إطار التنسيق الرفيع بين الطرفين.
السرقة الإخوانية للانتصارات البطولية التي تحقِّقها القوات الجنوبية، تجلّت في محاولة نسبها لما يُعرف بـ"الجيش الوطني" الذي ضمَّ حزب الإصلاح إليه عناصر من تنظيمي داعش والقاعدة، وهي خاضعة لسيطرة الحزب الإخواني الذي يحاول بدوره تصويرها بأنّها "جيش وطني".
وفي واقعة شديدة السخرية، والتي عبّرت عن كم هائل من العبث الذي يسيطر على حكومة الشرعية، بعث الإرهابي علي محسن الأحمر برسالة تهنئة إلى الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي من أجل تهنئته بالانتصارات في الضالع، والمثير أنّ الاثنين لا دخل لهما بما يحدث.
فالرئيس المؤقت يترك حبل الشرعية على غاربه، وأصبح مغيبًا عن المشهد بعدما ترك لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي السيطرة على حكومته ونظامه، كما أنّ محسن الأحمر له باعٌ طويلة في التنسيق والتعاون مع المليشيات الحوثية وكذا مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها القاعدة.
الأحمر الذي يسرق "انتصارات الضالع"، كان قد قاد بنفسه رفقة قيادات ميدانية موالية للإخوان في دمت ومريس، مخطط تسليم مواقع استراتيجية في شمالي الضالع للحوثيين.
إقدام حكومة الشرعية "الإخوانية" على سرقة انتصارات الضالع لها العديد من الأسباب، أهمها أنّ تعاظم وتعدُّد هذه الانتصارات على الحوثيين في بضعة أيام قليلة كشف الكثير من الحقائق على الأرض، أهمها حجم الوهن في معسكر حكومة الشرعية بعد اختراقها إخوانيًّا، وأنّها سببٌ رئيسٌ في تأخُّر حسم التحالف العربي للحرب على المليشيات، بعدما انخرط حزب "الإصلاح" في تحالف مروّع مع الانقلابيين.
فعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، توارى قادة "إخوان الشرعية" وراء هذه الحالة من أجل أن يبرروا وجودهم ونفوذهم، بل وعملوا كذلك على تكوين ثروات مالية طائلة، عبر أعمال نهب وفساد طائلة ضاعفت من الأزمة الإنسانية، ودعّمت الحرب الحوثية بشكل غير مباشر.
ما يحدث على الأرض يبرهن على أنّ حكومة الشرعية مستفيدة من الوضع الراهن، وتسعى لإطالة أمد الحرب؛ إدراكًا منها أنّ بقاءها في السلطة مرهونٌ باستمرار العبث الراهن، وأن الحرب الحوثية ضمانة لأن يكوِّن لقادتها هذا الثراء الفاحش.
الطرف الأهم في هذه المعادلة هو التحالف العربي، الذي أصبح مطلعًا على كافة التفاصيل الدقيقة لما يجري من أحداث، وبات على قناعة كاملة بأنّ حكومة الشرعية تتحمّل مسؤولية مباشرة عن إطالة أمد الحرب، بينما تعتبر القوات المسلحة الجنوبية شريكٌ أساسي في خندق الحرب على المليشيات الحوثية.