لماذا لا يقيل هادي الجبواني والميسري؟
رأي المشهد العربي
هذا السؤال يطرحه المواطن العادي في الشارع اليمني بعد أن انقلابا الوزيرين على الشرعية، وأقاما اتفاقات معلنة مع المليشيات الحوثية في مسقط، لكن الإجابة عليه تحتاج إلى جملة من التفسيرات التي يرتبط أغلبها بهيمنة الإصلاح على الشرعية، وتحكمه في مجمل القرارات الصادرة عنها، وبالتالي فإنها تعد محاولة ابتزاز في ظل طول أمد حوار جدة وتباين الآراء حول مدى التوصل إلى اتفاق من عدمه.
الحفاظ على وزير النقل صالح الجبواني والداخلية أحمد الميسري بالرغم من انتقادهما الشرعية وتطاولهما على بلدان التحالف العربي (الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية) يؤشر على أن متخذ القرار في الشرعية ليس الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي الذي أضحى لا يدري ما يجري حوله.
وكذلك فإنه يؤسس لاستمرار سيطرة الإرهابي علي محسن الأحمر على قرارها، إذ أنه المستفيد الأول من هذا التفتت الذي أضحت تعانيه الشرعية في الوقت الحالي، وذلك لخدمة مصالح عديدة بالنسبة إليه، فهو يحافظ على علاقاته القوية مع التنظيمات الإرهابية والمليشيات الحوثية وبالطبع حزب الإصلاح القريب منه، مما يجعل وجود أجنحة عديدة بالشرعية أمر مطلوب بالنسبة إليه، ليتخفى وراء كل طرف.
عدم إقالة هادي لـ "الجبواني والميسري" سببه الرئيسي أن أذرع الشرعية من الداخل أضحت مفككة وكل طرف يعمل لصالح من يدعمه، وبالتالي فإن التخلص من الوزيرين يتطلب ضمانات بعدم فضح ما يجري خلف الأسوار، في مرحلة تسعى فيها الشرعية لأن تظهر في صورة قوية أثناء المفاوضات الشاقة التي تخوضها مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
هادي يعلم جيداً أن انكشاف الكوارث التي جرت خلال الأعوام الماضية قد تنهي مستقبله السياسي الغامض بالأساس، وبالتالي فهو يحاول أن يحافظ على كتل القوة داخل الشرعية كما هي من دون تغيير وإن قام بإدخال تعديلات فإنها ستكون لصالح الإصلاح، الذي مازال متحكما في كل شيء داخلها انتظاراً لما سيسفر عنه حوار جدة.
ولكن في كلا الحالات فإن مستقبل الوزيرين لن يكون له محل من الإعراب داخل الشرعية، والاثنين يدركان ذلك وبالتالي فهما يقومان في الوقت الحالي بالإقدام على إطلاق تصريحات وقرارات تؤكد على فعالية كلاً منهما في حين أن الواقع يشير إلى أن لا مكان لهما في شرعية المستقبل المتوقع إعادة صياغتها في جدة خلال الأيام المقبلة.