السلاح الحوثي الأبشع.. سنوات من التجويع الفتاك
على مدار خمس سنوات من الحرب العبثية، استطاعت المليشيات الحوثية أن تبقى حيةً وأن تُطيل أمد الأزمة إلى الوقت الراهن عبر افتعال الكثير من الأزمة والعمل على تجويع المدنيين وإلقائهم في أتون أزمات إنسانية حادة.
وتُمثِّل المشتقات النفطية سلاحًا فتاكًا في قبضة الحوثيين، تعمل من خلاله المليشيات على تكبيد المدنيين أعباء إنسانية فادحة، وذلك بسبب احتكار قادة الانقلابيين لمادتي الغاز المنزلي وبترول السيارات لهذه التجارة، وإدارة السوق السوداء التي تدر عليهم مليارات الريالات.
ومكّنت تجارة المشتقات النفطية، قادة المليشيات من تكوين ثروات ضخمة وأوجدت مصدر دخل كبيرًا لتمويل حربهم العبثية، اتجه الحوثيون نحو تأسيس شركات وهمية وباستغلال سيطرتها على البنوك لمنح تسهيلات بنكية غير قانونية لتجارها.
سلاحٌ آخر استخدمته المليشيات الحوثية في سبيل مضاعفة الأزمة، وهو يتمثّل في مصادرة العوائد سواء لا سيّما في مؤسسة المياه والصرف الصحي لتوفير مرتبات قادتها والعاملين معها، ما تسبَّب في موجة الكوليرا الحادة التي نهضت في عظام الملايين.
إجمالًا، تسبّبت ممارسات مليشيا الحوثي على كافة الأصعدة في إحداث أزمة إنسانية يمر بها اليمن، لم يرَ العالم مثلها، وربما لن يرى في مستقبله القريب، حسبما تكشفه إحصائيات وأرقام الأمم المتحدة.
وكشفت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنفتها الأسوأ عالمياً، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.
وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.
وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.
ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.
وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.
كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).
في الوقت نفسه، كشفت منظمة الصحة العالمية أنّ سوء التغذية الحاد الكلي يكون مقبولاً عند أقل من 5٪ وضعيفًا، دون نسبة 10٪ وطارئًا عند أكثر من 15٪.