جبهة الفاخر.. مفخرة الجنوب ومقبرة الحوثي
واصلت القوات المسلحة الجنوبية، أعمالها البطولية في مواجهة المليشيات الحوثية الموالية لإيران في محافظة الضالع، وتحديدًا في جبهة الفاخر.
وقالت مصادر محلية إنَّ القوات الجنوبية تمكنت من تدمير ثلاثة أطقم لميليشات الحوثي أحدهما يحمل مدفع م/ط عيار 23 مم في محيط مدينة الفاخر شمال غرب قعطبة.
وأشارت المصادر إلى سقوط عدد كبير من القتلي والجرحى كانوا على متن الأطقم العسكرية التابعة للمليشيات.
واندلعت مواجهات عنيفة اليوم بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيا الحوثي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، استخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وجاء اندلاع المواجهات بسبب محاولة تسلل حوثية إلى مواقع القوات الجنوبيَّة في حبيل الكلب ولكمة عُثمان المطلة على مدينة الفاخر، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الحوثيين.
وقال النقيب عياد الجعدي في اللواء 30 مدرع إنّ القوات الجنوبية المشتركة كبَّدت المليشيات الحوثية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع تبة عثمان وحبيل العبدي بمنطقة الفاخر غرب مديرية قعطبة.
وأكّد أنّ العديد من عناصر مليشيا الحوثي حاولت التسلل الى مواقع القوات الجنوبية المشتركة في حبيل العبدي وتبة عثمان شمالي وجنوب مدينة الفاخر، موضّحًا أنّ العديد من قتلى وجرحى المليشيات شمالي مواقع القوات الجنوبية المشتركة في تبة عثمان وحبيل العبدي مرمية، لم تستطيع المليشيات انتشالها.
ميدانيًّا أيضًا، كسرت القوات الجنوبية هجومًا عسكريًّا لمليشيا الحوثي غربي قعطبة أثناء محاولتها استعادة منطقة الفاخر.
وشهدت لكمة عثمان الواقعة في محيط بلدة الفاخر غربي قعطبة بالضالع مواجهات متقطعة خلال الساعات الماضية، على وقع اندلاع اشتباكات عنيفة إثر محاولة مليشيا الحوثي شن هجوم عسكري على الموقع الذي تتحصّن فيه قوات اللواء الرابع مقاومة.
وأكّد القيادي في اللواء الرابع مقاومة فؤاد فارع أنّ قوات اللواء الرابع مسنودة بوحدات من القوات الجنوبية كسرت الهجوم الحوثي وأجبرت المليشيات على التراجع.
وأضاف أن القوات الجنوبية التي يتقدمها اللواء الرابع مقاومة واللواء 82 مشاة وكتائب الشوبجي كسرت أعنف عملية عسكرية بعد تحرير الفاخر، وشنَّت المليشيات الهجوم العسكري مستخدمة مختلف أنواع الاسلحة في جبهة الفاخر ظهر اليوم.
إجمالًا، حقّقت القوات المسلحة الجنوبية الكثير من الانتصارات على الحوثيين بمحافظة الضالع وتحديدًا في جبهة الفاخر على مدار الأيام القليلة الماضية، ونجحت في السيطرة على عشرات المواقع.
تعاظم وتعدُّد الانتصارات الجنوبية على الحوثيين في بضعة أيام قليلة كشف الكثير من الحقائق على الأرض، أهمها حجم الوهن في معسكر حكومة الشرعية بعد اختراقها إخوانيًّا، وأنّها سببٌ رئيسٌ في تأخُّر حسم التحالف العربي للحرب على المليشيات، بعدما انخرط حزب "الإصلاح" في تحالف مروّع مع الانقلابيين.
وعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، توارى قادة "إخوان الشرعية" وراء هذه الحالة من أجل أن يبرروا وجودهم ونفوذهم، بل وعملوا كذلك على تكوين ثروات مالية طائلة، عبر أعمال نهب وفساد طائلة ضاعفت من الأزمة الإنسانية، ودعّمت الحرب الحوثية بشكل غير مباشر.
ما يحدث على الأرض يبرهن على أنّ حكومة الشرعية مستفيدة من الوضع الراهن، تسعى لإطالة أمد الحرب؛ إدراكًا منها أنّ بقاءها في السلطة مرهونٌ باستمرار العبث الراهن، وأن الحرب الحوثية ضمانة لأن يكوِّن لقادتها هذا الثراء الفاحش.
الطرف الأهم في هذه المعادلة هو التحالف العربي، الذي أصبح مطلعًا على كافة التفاصيل الدقيقة لما يجري من أحداث، وبات على قناعة كاملة بأنّ حكومة الشرعية تتحمّل مسؤولية مباشرة عن إطالة أمد الحرب، بينما تعتبر القوات المسلحة الجنوبية شريكٌ أساسي في خندق الحرب على المليشيات الحوثية.