اختفاء مفاجئ لـ37 قياديًّا حوثيًّا.. أسباب مجهولة وعواقب مهولة

الأربعاء 16 أكتوبر 2019 00:32:15
اختفاء مفاجئ لـ37 قياديًّا حوثيًّا.. أسباب مجهولة وعواقب مهولة

"أين ذهبوا، لماذا اختفوا، هل هروبوا، ماذا يعني هروبهم".. جملةٌ من تساؤلات لم تجد المليشيات الحوثية الإجابة عنها، بعدما رُصد اختفاء العديد من قادة الجبهات بشكل مفاجئ دون أن يُعرف مصيرهم إلى الآن.

معلومات عسكرية تقول إنّ القادة الحوثيين البالغ عددهم 37 حوثيًّا، اختفوا من مواقعهم بشكل مفاجئ، دون أن ترد أي معلومات بشأن مصيرهم إلى الآن منذ أكثر من شهر، الأمر الذي أثار مخاوف في صفوف الحوثيين ومقاتليهم.
ما زاد من المخاوف الحوثية أنّ قادة المليشيات "المختفين" كانوا في جبهات آمنة وهادئة، ما يعني أنّه من المستبعد أنّ هؤلاء القادة قد قُتلوا، وبالتالي فإنّ هروبهم من الجبهات هو الاحتمال الأكبر، وهو ما ينذر بكثيرٍ من الانهيار في معسكر الحوثيين سواء قتاليًّا وعسكريًّا وكذا هيكليًّا وحتى نفسيًّا.

اللافت في هذا السياق أيضًا، أنَّ أجهزة الاتصال اليدوية التي بحوزة القادة المختفين، والتي كان بالإمكان التوصُّل إليهم من خلالها، قد تمّ تعطيلها وكذلك الهواتف المحمولة الخاصة بهم مغلقة، وهو ما يُرجّح أيضًا هروبهم من الجبهات.

هذا العدد الكبير نوعًا ما من القادة المختفين أثار مخاوف في صفوف الحوثيين حول استقرار فصيلهم الإرهابي، وحالة الارتباك التي من المتوقع أن تسود على هذا المعسكر في المرحلة المقبلة، لا سيّما أنّ القادة الحوثيين يملكون الكثير من المعلومات الدقيقة بشأن المليشيات، ما يعني أنّ اختفاءهم ينذر بكثير من المخاطر على هذا المعسكر، الذي سيكون في حاجة لتغيير الكثير من الخطط والتحركات على الأرض.

في هذا السياق أيضًا، تردَّدت معلوماتٌ بأنَّ عددًا كبيرًا من قادة الحوثي المختفين لم يتسلموا رواتبهم من سنوات ويعيشون ذات الظروف التي يعيشها المقاتلون في الجبهات، وهو ما قاد البعض لاتخاذه سببًا لاختفاء القادة العسكريين.

واقعة الاختفاء المفاجئ جاءت بعد أيامٍ من انسحاب عددٍ من مسلحي المليشيات من جبهات القتال احتجاجًا على استمرار سجن زملاء لهم في صنعاء، بالتزامن مع انشقاقات متوالية وعمليات نهب للسلاح.

وفي مطلع أكتوبر الجاري، تظاهر عشرات المسلحين الحوثيين المنسحبين من الجبهات أمام مبنى محافظة صنعاء للمطالبة بالإفراج عن رفقائهم المتهمين ببيع أسلحة تابعة للجبهة.

وقام قيادي كبير من الحوثيين في قطاع جبهة نجران يدعى أبو جبل بتجميع عناصر تابعة له من الجبهة، بالإضافة إلى عناصر أخرى احتشدت لحضور جنازة أحد القتلى الحوثيين من منطقة سنحان جنوب صنعاء.

القيادي أبو جبل، الذي يعتقد أنّه من منطقة صعدة، قام بتحشيد عدد آخر من المقاتلين أثناء جنازة أحد القتلى وتجمهروا أمام مبنى المحافظة للضغط على المحافظ الحوثي عبد الباسط الهادي بالإفراج عن زملائهم المسجونين.