جرائم ما بعد الموت.. ماذا فعل الحوثيون في صالة عزاء ذمار؟
"لم تكتفِ المليشيات الحوثية باعتقاله وتعذيبه والتسبّب في وفاته بعد الإفراج عنه، لكنّها لاحقت كذلك المعزِّين فيه".. عنوان عريض لجُرم كبير ارتكبه الانقلابيون في محافظة ذمار، ما كشف عن الوجه المتطرف لهذا الفصيل المدعوم من إيران.
مسلحو الحوثي اقتحموا صالة عزاء في محافظة ذمار واختطفوا نحو 90 مواطنًا، أثناء تقديمهم العزاء في محمد علوي الهروجي، الذي كان مختطفًا في سجون المليشيات وأفرج عنه العام الماضي لكنّه توفي مؤخرًا لتأثُّره بالتعذيب الحاد الذي لحق به وهو في سجون الانقلابيين.
وفي الفترة من سبتمبر 2014 إلى ديسمبر 2018، قامت المليشيات الحوثية باعتقال 16 ألفًا و565 مدنيًّا، بينهم 368 طفلًا و98 امرأة و385 مسنة.
تقارير حقوقية كشفت أنّ مليشيا الحوثي نفّذت اعتقالات تعسُّفية طالت العديد من السياسيين والناشطين الحقوقيين والصحفيين والإعلاميين والنساء والأطفال، لأسباب سياسية وطائفية ودينية ومناطقية.
وسبق أن كشفت رابطة أمهات المختطفين عن وفاة ما يزيد على 120 معتقلاً تحت التعذيب في سجون الحوثي، كما أكد تقرير حقوقي رسمي وفاة 24 معتقلاً قال إنهم قضوا تحت التعذيب في سجون الحوثيين منذ يناير 2018 حتى 25 يوليو 2019.
ويقول حقوقيون إنّ ممارسات مليشيا الحوثي من خطف وسجن وتعذيب تمثّل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والمواثيق والقوانين الدولية وتحدي المجتمع الدولي.
ويتم اختطاف الشخص دون مسوغ قانوني، وسجنه دون محاكمة وتعذيبه، كما تمنع المليشيات الحوثية أهالي المختطف من الزيارة.
وترتكب المليشيات كثيرًا من الجرائم ضد المختطفين الذين تزج بهم في السجون، حيث يتبع الانقلابيون أساليب ممنهجة في التعذيب، وقدّرت أعداد المتوفين بالعشرات، ويتم احتجاز جثثهم ثم مساومة الأهالي على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل حصولهم على جثامين ذويهم.
كما تعج السجون الحوثية بالعديد من السيدات، وتقدّر مصادر حقوقية أنّ عدد المختطفات والمعتقلات في سجون المليشيات يبلغ أكثر من 180 امرأة، في حين يقدر عدد المعتقلات اللواتي تعرضن للتعذيب بـ55 امرأة ممن اعتقلن وأفرج عنهن، وما يزال نحو 120 امرأة يقبعن في سجون الحوثي ويتعرضن منذ أشهر للتعذيب والاستغلال.