مسمار إخواني ينهش في عظامه.. قصة معتقل هرب من أحد سجون الإصلاح

الخميس 17 أكتوبر 2019 15:34:00
"مسمار إخواني ينهش في عظامه".. قصة معتقل هرب من أحد سجون "الإصلاح"

"تعذيب بالكهرباء، اقتلاع أظافر، غرز مسامير في الجسد".. جزءٌ من هول ما يتعرَّض له المختطفون المعتقلون في سجون مليشيا حزب الإصلاح الإخواني، التي يعتبرها هذا الفصيل الإرهابي مقاصل للموت البطيء للتخلص من معارضيه.

عبد الكريم الكربي، أحد أولئك الذين دفعوا ثمن الإرهاب الإخواني، وقد ناله قسط كبير للغاية من التعذيب في سجون الإصلاح بمحافظة شبوة، قبل أن يتمكن من الهرب، ثم يكشف الحقيقة المرة لما يحدث في هذه السجون.

"الكربي" تعرض لتعذيب وصفه بـ"الشديد والمهين"، قاده إلى فقدان الوعي في أوقات كثيرة، ومن بين صنوف التعذيب البشع هو إقدام مليشيا "الإصلاح" على غرز مسمار حديدي "سيخ حديد" على بعد خطوات قليلة من القلب من الخلف، وظل الألم يلازمه منذ هروبه من السجن في عزان حتى أجريت له عملية جراحية ظهر أمس الأربعاء.

التعذيب الإخواني في هذه السجون يتم من خلال إخراج المعتقل للخارج وتعذيبه بالكهرباء والضرب واقتلاع أظافر أصابه، وغيرها من الانتهاكات المروِّعة، وبعد ذلك يقوم المعذِّبون بتحذير السجين من أن يخبر بقية السجناء ويؤكدون أنّ معهم استخبارات داخل السجن.

حزب الإصلاح، الذي اخترق حكومة الشرعية، وتستّر بإرهابه ومليشياته وراء عباءتها، ارتكب الكثير من الجرائم الإرهابية ضد الجنوبيين، دون أن يخشى عقابًا أو ينتظر ردعًا من أحد، وكأنّه قانونًا دوليًّا لا إنسانيًّا قرر أن يحمي هذا الفصيل المتطرف.

شبوة، إحدى المحافظات التي دفعت ثمن الإرهاب الإخواني الفج، عبر جرائم مروّعة نالت ممن اختاروا وطنهم ورفضوا أن تحتل أراضيهم مليشيات مارقة، لا تعرف لونًا إلى "الأحمر".. لون الدم.

وبعد عدوانها الغاشم على محافظة شبوة، أسّست مليشيا "الإصلاح" سجونًا لتكون مقاصل موت لمعارضيها، ممن قرروا أن يدافعوا عن وطنهم "الجنوب" بكل ما استطاعوا إليه سبيلًا.

سجون الإخوان في شبوة، التي توصف بأنها "جوانتانامو الجنوب، بلغ عدد المعتقلين فيها خلال الأسابيع الأخيرة حوالي 223 معتقلًا، يتوزَّعون على عدد من السجون بعضها معتقلات سرية، وجميع حالات الاعتقال جرت خارج القانون.

وجرى اعتقال قرابة 82 شخصًا على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها شبوة بينما جرى اعتقال واختطاف البقية من الشوارع والطرقات من ضمنهم مواطنين مسافرين تمّ إنزالهم من سياراتهم ومن سيارات وحافلات الأجرة مع أن وجهتهم كانت نحو محافظات أخرى أو قادمين من محافظات غير شبوة التي عبروا داخل أراضيها مجرد طريق.

هؤلاء المعتقلين جرى اعتقالهم واختطافهم دون أي مبرر قانوني أو مشروع يعطي هذه المليشيات أدنى مبرر أو حق في اعتقالهم.

كما تعاني عشرات الأسر التي جاءت من خارج شبوة والتي تقيم في مدينة عتق وبقية مناطق شبوة الأخرى، المضايقات المستمرة من قبل عناصر تابعة ومدعومة لمليشيا الإخوان بقيادة الإرهابي علي محسن الأحمر وتتعرض للاستدعاءات والتحقيق من وقت لآخر بالإضافة إلى تلقيها تهديدات.

وتعرَّض العشرات من المسافرين وآخرون من المقيمين في شبوة لأعمال تقطع ونهب سياراتهم ومصادرة ممتلكاتهم إذ جرى نهب ممتلكاتهم بصورة عصابات مسلحة بدعم من المليشيات الإخوانية.

والخميس الماضي، توفي أحد أبناء محافظة شبوة، داخل أحد السجون الجديدة التي فتحتها مليشيا حزب الإصلاح الإخواني بعد تعذيبه لعدة أيام متواصلة، حيث لقي المختطف حتفه بعد تعرضه لتعذيب شديد بالكهرباء دون أن يتم إسعافه من الصعق الكهربائي.

ويملك حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي أكثر من 18 سجنًّا سريًّا، تتفاوت فيها درجات التعذيب، حيث أنَّ أهون سجن سري يتم تعذيب الضحية لمدة 18 ساعة.

وفي محافظة تعز، يوجد في سجون "الإصلاح" أكثر من 2000 مختطف، بينما تمَّ تسجيل عدد المتوفين تحت التعذيب قرابة 134 مختطفًا ويتم دفنهم في مقابر سرية ليلًا.

مشرف السجون السرية لـ"الإصلاح" هو القيادي في الحزب ضياء الحق الأهدل السامعي وهو من يقرر أي سجن يوضع فيه الضحية وبحسب أهميته.

وأشد السجون السرية يشرف عليها المدعو "أبو نضال" وهو ضابط استخبارات سابق ولديه فريق خاص من محافظته (عمران) ويشرف على سجن يسمى الضغاطة وفيه ما يقارب 120 مختطفاً، وهو من أبشع السجون السرية من ناحية التعذيب حيث يموت بسبب التعذيب شخص واحد في كل ثلاثة أيام.

وهناك عدة مراحل يتم إتباعها عند وقائع الاختطاف، تبدأ بـ"الرصد والمتابعة"، حيث تقوم عناصر الحزب في الحارات وفي النقاط برصد الضحية والإبلاغ عن تحركاته حتى نقطة الصفر، ثم "الاختطاف" وعند وصول الضحية إلى إحدى النقاط العسكرية لمليشيا الإصلاح يتم القبض على الضحية والإبلاغ عنه إلى غرفة العمليات الخاصة بالحزب.

في "الخطوة الثالثة"، تأتي سيارةٌ معاكسة وتقوم بأخذ الضحية إلى مقر إدارة أمن المظفر ويشرف على العملية القيادي في الإصلاح عبدالعزيز مدهش الذي تم تكليفه بتلك المهمة، ويبقى الضحية في إدارة أمن المظفر حتى بعد منتصف الليل فتأتي سيارة ويتم عصب عيني الضحية ويأخذونه إلى أحد سجونهم السرية.