وزير غسل السُمعة.. ماذا وراء لقاءات الحضرمي الدبلوماسية؟

الجمعة 18 أكتوبر 2019 13:11:00
وزير "غسل السُمعة".. ماذا وراء لقاءات الحضرمي "الدبلوماسية"؟

منذ أن تمّ تعيينه وزيرًا للخارجية في حكومة الشرعية، يعمل محمد الحضرمي بشكل متواصل على "غسل سُمعة" حكومته، بعدما لاحقتها الكثير من الاتهامات، لا سيّما تلك التي تتعلق بالإرهاب.

الحضرمي، منذ تعيينه، أجرى الكثير من اللقاءات والاجتماعات، وقد حاول خلالها جميعًا إلقاء كرة الاتهامات في ملعب المليشيات الحوثية، محاوِلًا بشكل غير مباشر تبرئة حكومة الشرعية مما يحاصرها من اتهامات.

أحدث تحركات الحضرمي في هذا الصدد، كان اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، وخلال اللقاء قال إنّ المجتمع المجتمع الدولي ومجلس الأمن يتجاهلان تعنت الحوثيين في تنفيذ اتفاق الحديدة، في اتهام للمليشيات الموالية لإيران بأنّها السبب الرئيسي للأزمة المستعرة، والمستعصية على الحل على مدار خمس سنوات.

يحتمل تصريح الحضرمي جانبًا من الصواب، وهو أنّ المليشيات الحوثية تعمل على إجهاض فرص التوصُّل إلى حل سياسي بعدما ارتكبت أكثر من 11 ألف خرق لبنود اتفاق السويد الذي تمّ التوصّل إليه في ديسمبر من العام الماضي.

لكنّ الحضرمي، لم يتحدث بالطبع عن عديد الخطايا التي ارتكبتها حكومة الشرعية، والتي تقاسمت بها رفقة الحوثيين مسؤولية الأوضاع المتردية على مدار سنوات الحرب العبثية، والتي تمّ التعبير عنها صراحةً في ذلك التعاون والتنسيق والتقارب المستمر بين المليشيات الحوثية وحكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.

أبرز خطايا "الإصلاح" كان تسيير الشرعية في طريق خيانة التحالف العربي، عندما تحالف الحزب النافذ في الحكومة مع المليشيات الحوثية، وسلّمها جبهات استراتيجية وجمّد القتال في جبهات أخرى، ما كبّد التحالف العربي عواقب وخيمة تمثّلت أبرزها في تأخير الحسم العسكري في مواجهة المليشيات الموالية لإيران.

لم يكتفِ "الإصلاح" بهذا الغدر وهذه الخيانة، بل حرّف بوصلة الحرب وشوّه مسارها، وخلت أجندته واهتماماته من العمل على استعادة صنعاء من قبضة الحوثي، بل أصبح الشغل الشاغل لحكومة الشرعية هو العمل على احتلال العاصمة عدن وإحداث فوضى عارمة في الجنوب ونهب مقدراته تمهيدًا للسيطرة عليه.

اقتصاديًّا أيضًا، لم تُفلِح حكومة الشرعية في انتشال ملايين المدنيين من الحالة المعيشية الصعبة الناجمة عن الحرب الحوثية، وركّز وزراؤها والعناصر القيادية في هيكلها الإداري على تكوين ثروات كبيرة.

وعلى الرغم من كثرة القرارات الاقتصادية على مدى السنوات الماضية، إلا أنَّ هذه القرارات والتعيينات الجديدة لم تنعكس بشكل إيجابي على حياة المواطنين، لتتواصل مؤشرات الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي.

قادت هذه الجرائم عديدة الأوجه، إلى حياة بائسة يحياها الملايين في ظل الانتهاكات الحوثية - الإخوانية التي بات التصدي لها لزامًا وعلى وجه السرعة قبل أن يفوت الأوان.

بالعودة للحديث عن الحضرمي، فإنّ هذا الرجل عُيِّن في المنصب، بتوجيهٍ من الإرهابي علي محسن الأحمر، ليمضي قدمًا في تنفيذ سياسات وأهداف الجنرال المحاصر بعديد الأدلة التي فضحت تورطه بارتكاب جرائم إرهابية.

وعقب توليه المنصب، أجرى الحضرمي جولات خارجية كثيرة، أثارت الكثير من علامات الاستفهام، لا سيّما أنّ الوزير الصاعد حديثًا إلى هيكل الشرعية المتهالك، ينفق أموالًا كثيرةً خلال هذه "السفريات" وكذلك للمرافقين له، بالإضافة إلى حصوله على بدلات انتقال باهظة، وتكاليف التنقّل والإقامة في الدول التي يجري زيارات لها، ما اعتبر فسادًا حادًا ينخر في عظام هذا الفصيل الذي استغلّ الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية لتكوين ثروات مالية طائلة عبر آلة فاسدة بشعة تأكل الأخضر واليابس.