اعتراف غير مباشر.. كيف أقرّ الحوثيون بالعنف الجنسي ضد المعتقلات؟

الجمعة 18 أكتوبر 2019 23:13:41
اعتراف "غير مباشر".. كيف أقرّ الحوثيون بالعنف الجنسي ضد المعتقلات؟

برهنت المليشيات الحوثية على الجرائم البشعة التي ترتكبها في حق النساء المعتقلات، عندما رفضت طلبًا لرئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بيتر ماورير بزيارة النساء المعتقلات في سجون الانقلابيين.

"ماورير" طالب بالسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة النساء المعتقلات في صنعاء والإطلاع على أسباب وظروف اعتقالهن، غير أنَّ المليشيات رفضت الطلب.

وجاءت زيارة المسؤول الدولي إلى صنعاء بعد تقرير أصدره فريق خبراء الأمم المتحدة كشف فيه عن انتهاكات واعتداءات جسدية وجنسية على المعتقلات.

وفي مطلع أكتوبر الجاري، كشف تقرير قدمه خبراء بتكليف من مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان تفاصيل الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات، بما في ذلك عنف جنسي ضد نساء في سجون يديرها الحوثيون.

وقال التقرير، الذي ازعج الحوثيين، إنّ المليشيات سعت للتغطية على جرائم اختطافها وإخفائها لعشرات النساء، باتهامهن بارتكاب أفعال "الفجور والدعارة"، وذلك لتجنب الضغوط الاجتماعية والعائلية الرافضة لتلك الممارسات.

وفي العامين الأخيرين، اتهمت النساء بالدعارة والاختلاط والفجور، وقد استخدم الحوثيون في صنعاء مثل هذه التهديدات والمضايقات عند قمع المظاهرات العامة التي تضمّ نساءً ووجهت مثل هذه الاتهامات ضد النساء كوسيلة لـ"إضفاء الشرعية" على الاحتجاز التعسفي للنساء والفتيات، بما في ذلك نشر تصوّر عن النساء والفتيات على أنهن عاهرات محتملات.

على مدار خمس سنوات من الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، دفعت السيدات أثمانًا فادحةً جرّاء الانتهاكات المروِّعة التي ارتكبها الانقلابيون.

تقارير حقوقية حديثة كشفت عن وجود 320 سيدة وفتاة داخل سجون الحوثي في صنعاء ومناطق سيطرتها، كما أنّ المليشيات هي سبب ما يحدث من دمار وانتهاكات وتجاوزات تتمثل في عمليات قتل وإصابة للمدنيين خاصةً النساء والأطفال.

وتواصل المليشيات استخدام كافة الوسائل لتعذيب النساء داخل السجون، وكذلك الضغط لإجبار أسرهن على الانضمام لها.

وسبق أن كشفت مصادر مطلعة عن هوية قياديين من مليشيا الحوثي، مسؤولين عن اختطاف وتعذيب واعتداء على عدد كبير من الفتيات المعتقلات في سجون البحث الجنائي ومعتقلات سرية أخرى في صنعاء.

المصادر قالت إنَّ المدعوين أبو صقر وأبو فاطمة وأبو حرب هم أبرز الشخصيات الحوثية المسؤولة في سجن البحث الجنائي بصنعاء عن اختطاف واعتقال المئات من الفتيات اليمنيات وإخفائهن قسرياً وتعذيبهن لفظياً وجسدياً وانتهاك أعراضهن بالقوة.

وذكرت المصادر أنّ المدعو "أبو حرب" يقوم بانتقاء الفتيات، خاصة الصغيرات، ويقوم بنقلهن لمدة يومين من سجن البحث الجنائي إلى "فيلا" خاصة في شارع الخمسين، والاعتداء عليهن برفقة مشرفين وقيادات حوثية آخرين.

وأشارت المصادر، إلى أنّ الكثير من المعتقلات انتهكت كرامتهن وأعراضهن وانتحر بعضهن إثر تعرضهن للتعذيب والاعتداء الجنسي في سجون الحوثيين، وسط تجاهل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان لقضيتهن.

ووثَّقت إحصاءات حقوقية ارتكاب المليشيات الموالية لإيران، مئات الجرائم والانتهاكات المتنوعة بحق السيدات، وهي جرائم تجاوزت كل المبادئ والأعراف والتقاليد الإسلامية والإنسانية الأصيلة.

وخلال سنوات الحرب، تنوّعت الجرائم الحوثية ضد النساء، حسبما نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن هذه الإحصاءات، بين الاعتداء الجسدي، وحملات الاختطاف والاعتقال القسري، والابتزاز والترويع، وغيرها من الانتهاكات الأخرى التي طالت الآلاف في صنعاء ومدن أخرى واقعة تحت سلطة الحوثيين.

وكشفت منظمات حقوقية عن ارتكاب المليشيات 13 ألف حالة انتهاك بحق النساء خلال عام واحد، بينها عمليات اختطاف وإخفاء قسري وقتل وتشويه وعنف جنسي خلال الفترة من ديسمبر 2017 حتى أكتوبر 2018.

وفي الفترة من 2014 حتى نهاية 2018، بلغ عدد السيدات اللاتي قتلن على يد المليشيات الحوثية 522 امرأة، بالإضافة إلى اعتقالات تعسفية وتعذيب نفسي وجسدي في سجون المليشيات، كما تعرضت نساء معتقلات للتعذيب الشديد والمعاملة القاسية، مما دفعهن إلى محاولة الانتحار

وشكّلت المليشيات جهازًا أمنيًّا خاصًا بالنساء (الزينبيات)، مهمته المشاركة أمنيًّا في اقتحام المنازل والقبض والاعتداء على النسوة اللاتي يشك الحوثيون في أمرهن.