مفخخات حوثية انفجرت في وجه المليشيات.. عندما انقلب السحر على الساحر
"انقلب السحر على الساحر".. يعرف الناس هذا القول الدارج جيدًا، وقد انبطق كثيرًا على المليشيات الحوثية عندما أرادت تفخيخ عمارة سكنية بمحافظة الحديدة، لكنّه الانفجار انفجر في وجهها.
الواقعة جرت في عمارة سكنية بمحافظة الحديدة، كانت المليشيات الحوثية تعمل على تفخيخها لاستهداف المدنيين، لكنّ انفجارًا سبق كل ذلك، فقُتل 18 حوثيًّا وأصيب أكثر من 20 آخرين جرَّاء الانفجار.
العمارة السكنية مكونةٌ من أربعة طوابق، وتقع في شارع الخمسين بمنطقة 7 يوليو، وقد أدّى الانفجار الحوثي إلى انهيار المبنى بشكل كامل، ومقتل جميع العناصر الحوثية الذين قُطِّعوا إلى أشلاء بحسب الناطق الرسمي باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي وضاح الدبيش الذي أعلن انتشال 13 جثة، بينها ست جثث لم يتم التعرف على أصحابها.
السبب في انهيار المبنى، بحسب الدبيش، يعود إلى وجود خلل هندسي وفني أثناء قيام فريق خبراء المتفجرات والتفخيخ التابع للحوثيين بعزل خطوط الأسلاك الكهربائية الجاهزة أساسًا لتفجير المبنى، والذي تم تفخيخه في وقت سابق، لقربه من مقر انعقاد الاجتماع الثلاثي لـ"لجنة إعادة الانتشار" الذي اتفق على عقده في فندق يقع بالقرب من المبنى الذي أدى الانفجار إلى انهياره.
ودفعت محافظة الحديدة ثمنًا باهظًا جرّاء الانتهاكات الحوثية، وقد ارتكبت المليشيات أكثر من 11 ألف خرق لاتفاق السويد الذي تمّ التوصّل إليه في ديسمبر من العام الماضي، وقد أسفرت هذه الجرائم عن مقتل 300 مدني في المدينة محافظة الحديدة، بالإضافة إلى إصابة الآلاف، فضلًا عن نزوح 30 ألف أسرة، وتضرُّر آلاف المنازل والمدارس والمساجد.
إجمالًا، ارتكبت المليشيات الحوثية العديد من الجرائم والانتهاكات منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، مُخلِّفةً وراءها أزمة إنسانية بشعة.
وفي الأيام العشرة الأولى فقط من شهر أكتوبر الجاري، ارتكبت المليشيات 514 انتهاكًا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، تنوّعت بين القتل والإصابة والخطف والقصف العشوائي على الأحياء الآهلة بالسكان، والقنص المباشر وزرع العبوات الناسفة، والتهجير القسري، وزراعة الألغام، ومداهمة المنازل، وترويع المواطنين، ونقل السلاح إلى الأحياء السكنية، وإغلاق دور العبادة، ونهب وتفجير المنازل، وغيرها من صنوف الانتهاكات.
ومن بين الانتهاكات 51 حالة قتل بينهم 14 طفلًا وست سيدات، بالإضافة إلى مقتل أسرة كاملة مكونة من خمسة أفراد هم الأب والأم وثلاثة أطفال، في منطقة حزيز بمحافظة صنعاء أثناء ملاحقة سيارتهم، فضلًا عن إصابة 34 شخصًا، بينهم سبعة أطفال وخمس سيدات.
كما ارتكبت المليشيات 187 حالة انتهاك طالت الأعيان المدنية في تعز والحديدة والضالع وإب، سواء على المنشآت أو دور العبادة أو الجمعيات الخيرية، وتوزعت الانتهاكات بين حالة تفخيخ وتفجير منزل شيخ قبلي بمنطقة العود، وتضرّر 52 منشأة خاصة بشكل جزئي و46 منشأة بشكل كلي، إضافةً إلى43 حالة مداهمات ونهب لمنازل المواطنين، و34 حالة إغلاق محلات تجارية .
وخلال الفترة نفسها، ارتكبت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران أربع حالات إغلاق لدور العبادة ومراكز تحفيظ القرآن، وحالتين إغلاق مدارس تعليمية، وثلاث حالات قصف مزارع المواطنين، وحالتي استهداف لسيارات الإسعاف.
وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت المليشيات الحوثية، في سبتمبر الماضي، مليشيا الحوثي بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، حيث كشف تقرير أصدره فريق من الخبراء الدوليين والإقليميين أنشأه مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن أن المليشيات شنّت هجمات عشوائية واستهدفت المدنيين في أعمال ترقى إلى جرائم الحرب.