الخسارة النفسية للحوثي في الضالع أشد قوة من هزيمتها العسكرية
تعاني المليشيات الحوثية مشكلات عدة بعد أن وجدت نفسها غير قادرة على التعامل مع ضربات القوات الجنوبية المتلاحقة التي أصابتها في مقتل، وجعلها غير قادرة على التفكير أو التحرك، وهو ما أدى إلى هزيمتها نفسياً قبل أن تكون الهزيمة عسكرياً، إذ أن العناصر التي كانت ترى أنها قادرة من خلال تحالفها مع الإصلاح أن تدخل إلى العمق الجنوبي لتصل بين وجودها بالشمال وبين الساحل الغربي أضحت الآن مهزومة ومنكسرة.
ويرى مراقبون أن تأثيرات الخسارة النفسية على الحوثيين أكثر قسوة، وأن ذلك انعكس على أقدامها إعدام العشرات من قواتها الذين رفضوا المشاركة في العمليات العسكرية، وبدا أن تلك الخطوة تعبر بشكل أو بآخر عن عدم اتزان حوثي لإدراكه أن هزيمته في الضالع تعد مقدمة لإنهاء مشروعه في اليمن، وأن قواته في الشمال ستظل منفصلة عن التي تتواجد في الساحل الغربي.
ويذهب البعض للتأكيد على أن المليشيات الحوثية تلحظ أن مراوغاتها السياسية في ملف الحديدة قد وصلت إلى نهايتها وأن التحالف العربي قد يولي اهتماما أكبر بالجانب العسكري في أعقاب الانتهاء من حوار جدة الحالي بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، وبالتالي فإن خسارتها للحديدة أيضاً ستكون واردة مع وجود حصار أمريكي على إيران في منطقة البحر الأحمر والخليج سيقلل من فرص تقديم الدعم اللازم لأن تظل مسيطرة على موانئ الساحل الغربي.
وقالت مصادر مطلعة أن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أعدمت عناصر تابعين لها في محافظة إب وسط البلاد، وبحسب المصادر ذاتها فإن المليشيات أعدمت نحو 17 من عناصرها، كانوا يقاتلون في صفوفها، بمديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع ”.
وأكدت المصادر” أن مليشيا الحوثي أعدمت عناصرها، لرفضهم تنفذ أوامر مشرفيها في المحافظة للقتال في جبهة الفاخر بمديرية قعطبة، وأوضحت أن عناصر المليشيا الذين تم تصفيتهم، ينتمون لمحافظتي، إب، وذمار، وأنها جاءت في أعقاب تعرضها لخسائر كبيرة بشكل يومي منذ أسابيع في جبهة الضالع.
ودكت مدفعية القوات المسلحة الجنوبية، اليوم الأحد، معاقل المليشيا الحوثية في حبيل السماعي بشمالي الضالع، وجاءت هذه العملية النوعية للقوات الجنوبية بعد رصد مجاميع للمليشيا الحوثية وعربة (بي إم بي) في المنطقة.
وحققت القوات الجنوبية انتصارات عديدة على مليشيا الحوثي بجبهات شمال الضالع حيث تمكنت من تحرير عدد من المواقع والمدن الإستراتيجية خلال الفترة الماضية.
وكشفت مصادر عسكرية، أمس السبت، عن فرار عشرات من عناصر المليشيات في جبهة الساحل الغربي بكامل عتادهم وأسلحتهم، ثم قاموا ببيع أسلحتهم وذخائرهم، وقد جاء ذلك بعد خلافات مع المشرف الحوثي على الجبهة ويدعى أبو يونس.
وبحسب المصادر ذاتها فإن المشرف الحوثي طلب من عشرات المسلحين من عناصره الاستعداد لإرسالهم إلى جبهة حرض لتعزيز جبهة المليشيات المنهارة هناك، إلا أنّ أغلب العناصر الحوثية تذمرت من القرار ورفضته بشكل غير علني وبدأوا بالتسرب والفرار بشكل فردي.
قبل ذلك، اختفى 37 قياديًّا حوثيًّا من مواقعهم بشكل مفاجئ، دون أن ترد أي معلومات بشأن مصيرهم منذ أكثر من شهر، الأمر الذي أثار مخاوف في صفوف الحوثيين ومقاتليهم.
ما زاد من المخاوف الحوثية أنّ قادة المليشيات "المختفين" كانوا في جبهات آمنة وهادئة، ما يعني أنّه من المستبعد أنّ هؤلاء القادة قد قُتلوا، وبالتالي فإنّ هروبهم من الجبهات هو الاحتمال الأكبر، وهو ما ينذر بكثيرٍ من الانهيار في معسكر الحوثيين سواء قتاليًّا وعسكريًّا وكذا هيكليًّا وحتى نفسيًّا.