انفجار عدن واجتماعات الميسري والجبواني.. الشرعية التي ارتمت في أحضان القاعدة

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 16:18:00
انفجار عدن واجتماعات الميسري والجبواني.. "الشرعية" التي ارتمت في أحضان "القاعدة"

"فتّش عن الشرعية".. العنوان الأبرز للحادث الذي استيقظت عليه العاصمة عدن فجر اليوم الثلاثاء، عندما وقع انفجار في الساعات الأولى من صباح اليوم، عندما فجّرت عناصر إرهابية عبوة ناسفة في طقم أمني تابع للأجهزة الأمنية في العاصمة عدن في منطقة عبد القوي بالشيخ عثمان.

الانفجار الذي استهدف قائد القطاع الأمني في الشيخ عثمان وأسفر عن إصابة أحد أفراد الحراسة في القطاع الأمني، لم ترشح بشأنه الكثير من المعلومات أو التفاصيل، لكنّه لا يمكن فصله عما فعله الإرهابيان أحمد الميسري وصالح الجبواني وزيرا الداخلية والنقل في حكومة الشرعية، في الساعات الماضية.

مصادر مطلعة كشفت لـ"المشهد العربي"، أنّ الميسري والجبواني التقيا في الساعات الماضية، قيادات إرهابية خطيرة من تنظيمي داعش والقاعدة بينهم المطلوب عالميًّا قاسم الريميفي مدينة سيئون، موضحةً أنّ هذه العناصر تتبع مباشرةً الإرهابي علي محسن الأحمر المعروف بعلاقاته النافذة مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة.

الجبواني والميسري وصلا سيئون يوم السبت الماضي، ولم يُضيعا كثيرًا من الوقت، حيث عقدا اجتماعات مطولة مع القيادات الإرهابية البارزة في مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى.

مصادر "المشهد العربي"، قالت إنّ الميسري قدَّم عرضًا مغريًّا بدعم مالي ضخم للتنظيمات الارهابية بهدف زعزعة الأمن في الجنوب وشن هجمات إرهابية على أراضيه، وتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات على صعيد واسع.

تحركات الجبواني والميسري هدفت بشكل مباشر، كما تقول المصادر، إلى توطيد علاقات تقارب حزب الإصلاح الإخواني مع التنظيمات الإرهابية لتكوين جبهات أشد عنفًا ضد الجنوب والتحالف العربي، لا سيّما في ظل تضييق الخناق على حكومة الشرعية بعد افتضاح دعمها للإرهاب، بعدما سيطر حزب الإصلاح على مفاصلها.

وتملك حكومة الشرعية باعًا طويلة في علاقات التقارب مع تنظيمات إرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة، وهي علاقات يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر "الشرعية"، وهو أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، ويقود بشكل مباشر هذه العلاقات الإرهابية.

وتعود علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.

وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.

وفي يناير 2018، كشف الباحث الأمريكي بيتر ساليسبري في دراسة نشرها معهد الخليج للدراسات ومقره واشنطن، أنّ محسن صالح الأحمر يعتبر لاعبًا مؤثرًا في شبكة من الجماعات القبلية والسنّية والإسلامية التي مركز ثقلها هو حزب الإصلاح، كما أنه متهم بالمساعدة في رعاية المجموعات المسلحة التي أصبحت في نهاية المطاف "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".

وتقول الدراسة: "الأحمر تمكَّن من تقديم نفسه على أنَّه آخر أمل لتحقيق النصر العسكري ضد الحوثيين، وكخط دفاع أخير عن اليمن، وفي حال تمكنه من تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، فقد يكون قادرًا على الانطلاق مرتكزا على منصبه الحالي ليهندس لنفسه عودة غير متوقعة إلى السلطة".

كما أنّ المليشيات الإرهابية التابعة لمحسن الأحمر، متورطةٌ بوضوح تام في استهداف قوات التحالف العربي والمدنيين في مناطق الجنوب، وقد برهن الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات الحزام الأمني في محافظة أبين في أغسطس الماضي، على علاقة علي محسن الأحمر بتنظيم القاعدة في اليمن.

الربط بين علاقة الشرعية بالقاعدة فيما يتعلق بهجوم أبين، تجلّى في إعلان ياسر الحسني، الصحفي في مكتب الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي مسوؤلية ما أسماه الجيش الوطني - وهو عبارة عن مجماميع مليشياوية تابعة لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي - عن الهجوم على الكمين، وبعد ذلك بساعات أعلن تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليته.

تزامن إعلان أنصار الشريعة مع تصريح الحسني أثبت على وجود علاقة بين قوات الأحمر والتنظيمات المتطرفة، وقد صرّح الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم عن ذلك بالقول: "هذا دليل جديد على علاقة الحكومة والقوات التي يقودها علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح بالتنظيمات المتطرفة واستخدامهم لها ضد الجنوب".