إيران تُجهِّز لحرب الزوارق.. ماذا يفعل الحوثيون في ميناء الحديدة؟

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 18:18:13
إيران تُجهِّز لحرب الزوارق.. ماذا يفعل الحوثيون في ميناء الحديدة؟

واصلت إيران تقديم صنوف عديدة من الدعم للمليشيات الحوثية، وهو دعمٌ ساهم بشكل رئيسي ومباشر في إطالة عمر الانقلابيين، لتواصل تحديها للمجتمع الدولي.

مصادر مطلعة كشفت اليوم الثلاثاء، أنّ عناصر من الخبراء الإيرانيين ومن حزب الله اللبناني يعكفون على العمل مع المليشيات الحوثيين على تطوير وتجهيز زوارق خطيرة تهدد الملاحة البحرية، وهو ما يُفسِّر مماطلة الحوثيين وراء تسليم ميناء الحديدة والتشبث بالميناء الذي يمثل لهم أهمية قصوى.

وفي الفترة الراهنة، تعمل المليشيات الحوثية بدعم مباشر من إيران، على صناعة وتطوير وتجهيز الزوارق البحرية، على النحو الذي يُهدِّد الملاحة الدولية، حيث شوهدت تحركات ملحوظة للمليشيات منذ قرابة الشهر في مناطق الخط الساحلي شمالي الحديدة على البحر الأحمر، ما يُشير إلى أنّ المليشيات تُجهِّز لحرب الزوارق في ظل تواجد خبرات من البحرية الإيرانية وحزب الله اللبناني.

المثير للمخاوف أنّ هذه الزوارق تتضمن تقنيات حديثة متطورة وتحمل أجهزة رصد وتتبع وتحديد أبعاد في المسافات المائية، وهناك عناصر مدربة على تنفيذ الهجمات في المياه والتعامل مع القوارب والمواجهات البحرية وتنفيذ عمليات وهجمات مباغتة واستهداف سيلحق ضرره بالجميع، كما أنّ هناك مستودعات وورش سرية يستغلها الحوثيون لتجهيز زوارقهم وقواربهم الإرهابية، وتتركز في مناطق داخلية بين باجل واللحية وأرياف الزيدية.

وأشارت المصادر إلى أنّ الحوثيين يعتمدون على الزوارق البحرية كنوع من أدوات الحرب الرئيسية التي سيستخدمونها في منطقة الحديدة، وبخاصةً أنّ لديهم شعورًا قويًّا ومخاوف من أن تحرير الحديدة هو الهدف القادم للتحالف العربي، موضّحةً أنّ القيادات الإيرانية والحوثية تختار مواقع للتجهيز والتركيب والتطوير بين المدنيين، لعلمهم أن التحالف لا يمكن أن يستهدف مواقع مدنية.

وتجري عناصر عسكرية إيرانية جولات بحرية للإطلاع والتصوير وجمع معلومات دقيقة من الساحل لأهداف تخدم مشروع الحوثي الحربي بحسب المصادر التي أكّدت أنّ التواجد الإيراني زاد في الحديدة خلال الفترة الماضية، وأنّ هؤلاء يعملون في مجالات تدريب وتطوير القوات البحرية أو البرية أو الطيران أو وضع التكتيكات والخطط الحربية الأخرى.

وتعمل إيران على تهديد أمن المنطقة بشكل كامل من خلال دعم مسلح للمليشيات الحوثية، حيث تواصل طهران تهريب الأسلحة عبر الموانئ الثلاثة "الحديدة والصليف ورأس عيسى" التي تسيطر عليها المليشيات في الساحل الغربي.

يدير تهريب هذه الأسلحة خبراء إيرانيون موجودون في الحديدة، ويتواصلون مع نظرائهم في صنعاء للاتفاق على كيفية شحنها، وتنقلها المليشيات في وسائل نقل مدنية تحسبًا لاستهدافها، ويتم إرسالها بشكل مباشر إلى صعدة وصنعاء اللتين تُشكّلان نقطة تجميع هذه الصواريخ والطائرات.

وتستخدم إيران، المليشيات الحوثية في حروب بالوكالة تستهدف إنهاك خصومها، عبر حرب عبثية في اليمن.

ومؤخرًا، زوَّدت إيران المليشيات الحوثية بأجهزة تصنت عالية الدقة، قادرة على اختراق شبكات الجوال المفتوحة، تستخدم بها خصومها بعد التعرُّف على مواقعهم.

السلاح الإيراني "الدقيق" وصل إلى المليشيات عبر ميناء الحديدة، على متن سفن تجارية بحسب معلومات استخبارية، بيّنت أنّ من يدير هذه الشبكات هو خبراء إيرانيون يقيمون في الحديدة منذ سنوات.

مليشيا الحوثي وضعت عددًا من أجهزة التنصت على مركبات مموهة تسير بالقرب من الجبهات الرئيسية، وترصد وتتابع المكالمات الواردة من الهواتف للقطاعات العسكرية في تلك المواقع.

وكانت طهران قد اعترفت مؤخرًا بدعم الحوثيين، وقد صرّح رئيس الأركان الإيراني محمد باقري - قبل أيام - بأنّ الحرس الثوري يقدم خدمات استشارية لميليشيا الحوثي، وذلك في حوارٍ مع قناة "فونيكس" الصينية خلال زيارته الأخيرة لبكين.

في الحوار، حاول باقري أن ينأى بإيران عن مسؤولية إرسال الصواريخ والأسلحة إلى الحوثيين الذين تدعمهم طهران قائلاً إنّ اليمن محاصَر وكل الطرق إليه مسدودة، إلا أنّه عاد مرة أخرى لينكر إرسال إيران أسلحة إلى الحوثيين، واصفًا تلك المعلومات بـ"الكاذبة"، لكنه في الوقت نفسه قال إن بلاده تقدم الدعم الاستشاري والفكري للمليشيات.

وأضاف أنّ مسؤول القيام بذلك هو الحرس الثوري، فيما لم يوضح طبيعة الدعم الاستشاري والفكري (الآيديولوجي) للحوثيين، لكن إيران استخدمت في السنوات السابقة تسمية "الاستشاري" لوصف قوات فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري والميليشيات المسلحة التي تحظى بدعم لوجيستي من إيران.

حملت تصريحات المسؤول العسكري البارز اعترافًا بدعم إيران للحوثيين، لكنّه حاول الابتعاد عن الدعم المسلح للمليشيات، على الرغم من عديد الأدلة التي فضحت حصول الحوثيين على عتاد عسكري متنوع من إيران.

وليس من عادة إيران الاعتراف بهذا الشكل الرسمي بدعم المليشيات الحوثية، لكنّ الأمر يتزامن مع توقعات بتشكيل ضغوط دولية ربما تكون غير مسبوقة على الأذرع الإيرانية في المنطقة، وذلك بعد الهجوم الإرهابي على معملي شركة أرامكو السعودية.

لكن أرادت إيران بهذا الاعتراف الملفت، التأكيد على دعمها للمليشيات، ما يشي باستمرار الوضع المعقد للأزمة في اليمن لفترة أطول، من خلال تصعيد عسكري مستمر يُقدِم عليه الحوثيين، معتمدين على دعم لا محدود مُقدّم من إيران.