ثعابين تلدغ في الخفاء.. مفخخات حوثية - إخوانية لعرقلة الانتصارات الجنوبية
إزاء البطولات الخالدة التي تُسطِّرها القوات الجنوبية في محافظة الضالع، لم تجد المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية بدًا إلا التقارب فيما بينهم، في محاولة مستميتة لتغيير هذا الواقع، من أجل عودة قوة وسيطرة الانقلابيين على هذه الجبهة.
التنسيق الحوثي الإخواني تجلّى في تحركات مشتركة من خلال تصعيد الهجمات الحوثية مع قيام المليشيات الإخوانية بإشعال فوضى في العاصمة عدن عبر اشتباكات مفتعلة بها، وهو ما كشفه الناطق باسم القوات الجنوبية النقيب ماجد الشعيبي، اليوم الثلاثاء.
وبسحب الشعيبي، فإنّ هناك هدفًا استراتيجيًّا حوثيًّا وهو تجميد ميناء عدن وقطع الخط الرابط بين صنعاء والضالع باعتباره خطًّا دوليًّا، مقابل فتح ميناء الحديدة، فيما تستخدم المليشيات الحوثية نظيرتها الإخوانية لتنفيذ هذه المهمة، إلا أنّه تمّ إحباط كل هذه المخططات، حيث تقف القوات الجنوبية في موقع متقدم بخطوات مستمرة.
وفي وقتٍ سابق، أكّد الشعيبي عزم القوات الجنوبية على دحر المليشيات الحوثية دفاعًا عن الأرض وحرصًا على استقرار الوطن، وقال إنّ القوات الجنوبية في جبهات الضالع تبذل جهدًا عسكريًّا كبيرًا في سبيل تحرير الأرض واستعادة الدولة، وذلك من خلال تسجيل الانتصارات المتتالية وتحرير كامل المناطق المجاورة لمنطقة الفاخر وتأمين جبال العود، ومناطق أخرى استراتيجية.
الشعيبي أكّد أيضًا أنّه لم تتوقف محاولات مليشيا الحوثي في هذه التوقيتات عن تسجيل اختراقات بين الحين والآخر لاستعادة ما خسرته في الأيام الماضية، لكنّها تنكسر مرة تلو الأخرى أمام صمود المقاومة الجنوبية، لافتًا إلى أنّ هناك العشرات من القتلى والجرحى تخسرها أثر تلك المحاولات وتتراكم خسائرها العسكرية والبشرية يومًا بعد الآخر.
هذه الانتصارات لم ترقَ إلى المليشيات الإخوانية التي حاولت على الفور إنقاذ حليفتها الحوثية، امتدادًا للعلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين هذين الفصيلين الإرهابيين، وهناك الكثير من الوقائع التي فضحت هذه العلاقات.
وقبل أيام، أفرجت مليشيا الحوثي عن عشرة عناصر إخوانية بينهم خمسة كانوا معتقلين منذ نحو ثماني سنوات على خلفية محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في تفجير جامع النهدين عام 2011، في تطور نوعي للعلاقات الحوثية الإخوانية، حمل الكثير من الدلالات، لا سيّما في ظل "السوداوية" التي تحيط بالمستقبل السياسي الذي ينتظر حزب الإصلاح، المُخترِق لحكومة الشرعية، في المرحلة المقبلة، والذي باتت أيامه معدودة، بعد اكتشفت فضائحه على الملأ، لا سيّما في ظل قرب الإعلان عن اتفاق جدة، والذي سيتضمن استئصالًا للنفوذ الإخواني بشكل كامل.
إزاء ذلك، فإنّ حزب الإصلاح عمد إلى توطيد علاقته مع المليشيات الحوثية بالحد الذي وصل إلى إتمام صفقة من هذا الحجم، وقد عبَّر عن ذلك الناشط السياسي ياسر اليافعي الذي وضع في مستهل تعليقه، تساؤلًا قال فيه: "لماذا اختار الحوثي تنفيذ صفقة تبادل أسرى مع حزب الإصلاح بينهم متهمين بقتل قيادات رفيعة في نظام علي عبدالله صالح وتفجير جامع النهدين في قصر الرئاسة في العام 2011".
وأجاب اليافعي على هذا التساؤل بالقول - في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "يبدو أن التنسيق الحوثي الإخواني وصل مراحل متقدمة جدًا، ولم يتبقَ إلا الإعلان عنه رسميًّا.. الهدف من كل ذلك إفشال مساعي التحالف العربي لتقريب وجهات النظر وتوحيد الصف ضد الحوثي في هذه المرحلة".
وبينما توارى قادة حزب الإصلاح وراء مصطلح الشرعية، إلا أنّ الحقيقة قد تبيّنت أمام جميع الأطراف، وكيف تعمل حكومة الشرعية على التعاون والتنسيق مع المليشيات الحوثية على مختلف وجميع الجبهات، فيما تحاول غسل سمعتها السيئة عبر سلسلة من التصريحات الكاذبة التي لم تغسل "العار" الذي يطارد هذا الفصيل.
التعاون والتنسيق بين إخوان الشرعية والمليشيات الحوثية تطرَّق إلى مختلف المجالات؛ تأكيدًا على حجم المصالح المتبادلة بينهما، وهو ما كبَّد التحالف العربي مسؤولية تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا بعد كل هذه الخيانات الإخوانية.
ومن بين أحدث حلقات هذا التقارب، اتفق حزب الإصلاح، المخترق لحكومة الشرعية، مع المليشيات الحوثية على وقف العمليات العسكرية بشكل رسمي من خلال الحديث عن ضرورات إنسانية، وفيما يتعلق بالحديث عن فتح طريق الحوبان الحوض شمالًا وطريق غراب بيرباشا غربًا.
الاتفاق نصّ على أن تعلن مليشيا الحوثي فتح الطرق ونزع الألغام مقابل إعلان قوات "إخوان الشرعية" في تعز وقف العمليات العسكرية في جبهات مسار الطرقات التي سيتم فتحها، كما يتضمّن الاتفاق فتح طريق الحوبان جولة القصر الحوض شمالاً وطريق الغرب غراب الأربعين غربًا، ما يعني إيقاف "الإصلاح" العمليات العسكرية بشكل معلن ورسمي من قبل قوات الشرعية في تعز وانتهاء ما تسمى بمعارك تحرير تعز والتي يتغنى بها "الإصلاح".
الاتفاق الحوثي الإخواني لوقف العمليات الحربية في تعز يقتصر على جبهات المدينة، بينما تكثف المليشيات من وجودها في جبهات محسوبة ضمن مسرح عمليات اللواء 35 مدرع في الصلو والكدحة والأقروض وغيرها.
محافظة تعز كانت قد شهدت مؤخرًا، لقاءات مكثفة بين القيادات الحوثية والإخوانية، حسبما كشفت مصادر "المشهد العربي" التي قالت إنّ مليشيا الحوثي عرضت على حزب الإصلاح المساعدة في مواجهة القوات المسنودة من التحالف العربي، وقد جاء هذا العرض عبر القيادي الحوثي المدعو محمد البخيتي .