مناهج تعليمية تُعزِّز الهوية.. جيل جنوبي جديد يصون الأرض ويحمي القضية
على مدار سنوات متلاحقة، يحمل المجلس الانتقالي على كاهله مسؤوليات ضخمة، يرفع من خلالها تطلعات الشعب الجنوبي إلى عنان السماء، مستهدفًا الحفاظ على هوية دولة مختطفة، تُحاصرها الكثير من التحديات.
أحد أهم القطاعات التي يوليها المجلس الانتقالي هو العمل الدؤوب على تعزيز الهوية الجنوبية، ضمن أهم الجهود التي ترمي إلى تعزيز الوعي الجنوبي وتعميق الوطنية في النفوس، على النحو الذي يُمكّن الشعب الجنوبي من مجابهة التحديات الكبيرة الراهنة، وذلك بالتكاتف مع قيادته السياسية وقواته المسلحة.
إدراكًا لأهمية هذا البُعد، فقد عقدت لجنة تنظيم وتنضيد المناهج الدراسية بالمجلس الانتقالي، الثلاثاء اجتماعها الأول، برئاسة فضل محمد الجعدي، مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي، وذلك بحضور الدكتورة منى باشراحيل والعميد علي الشيبة ناصر، عضوي هيئة رئاسة المجلس.
الاجتماع أقرَّ تشكيل لجان مُصغرة من الخبراء والتربويين المخضرمين، كلٌ في مجال اختصاصه، لحصر وتحديد الدروس الدخيلة والمغلوطة والمبرمجة ليمننة الجنوب واستبدالها بدروس تحمل الطابع والهوية والتاريخ الجنوبي، وبما لا يخل بأهداف تدريس المادة وأهميتها، على أن تواصل اللجنة عقد اجتماعاتها اليومية خلال هذا الأسبوع.
من جانبه، شدد الجعدي على أهمية مراجعة المناهج الدراسية التي تُبنى عليها الأجيال وتصنع مستقبل الجنوب، وقال: "إذا أردت تأهيل المجتمع فيجب الاهتمام بالجانب التعليمي وتأسيس منهج جنوبي تربوي وتعليمي بعيدًا عن السياسة وخلق دروس جديدة تواكب الحاضر والمستقبل الذي ينشده الجنوبيون".
واستعرضت الدكتورة منى باشراحيل، والتي كُلفت خلال هذا الاجتماع برئاسة اللجنة، أهمية ومهام اللجنة والنقاط المُدرجة في جدول الاجتماع، وتطرقت - في كلمتها - إلى المغالطات التاريخية في المناهج الدراسية والإجراءات الممكنة لإيقاف تدريس بعض المواد واستبدالها بالمناسب لتاريخ الجنوب وثقافته وهويته.
إجمالًا، يمكن القول إنّ أحد أهم الانتصارات التي حقّقها المجلس الانتقالي في الفترة الأخيرة، هو نجاحه الهائل في تكاتف الجنوبيين على قلب رجل واحد مع القيادة السياسية والقوات المسلحة من أجل نصرة القضية الجنوبية ومكافحة التحديات الراهنة التي تحيط بالجنوب، والتي تتحالف فيها المليشيات الحوثية مع المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية التي تستهدف النيل من الجنوبيين بأي طريقة وبأي ثمن.
ويخوض المجلس الانتقالي في الوقت الراهن، مشاركةً فعالةً في حوار جدة؛ على طريق نصر دولة الجنوب وصد مؤامرات أهل الشر التي تُنفِّذها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية.
وأنتجت عديد المواقف السياسية وكذا العسكرية، ثقة كاملة من قِبل الشعب الجنوبي في قيادته، المتمثلة في المجلس الانتقالي، نحو تحقيق الهدف العظيم، وهو استعادة دولة الجنوب.