الصفقة الحوثية - الإخوانية والمؤامرة القطرية.. تصعيد نوعي يستهدف إنقاذ محور الشر
"فتّش عن قطر".. العنوان الأبرز لخلاصة أي تفاهم أو تقارب بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية، وقد تجلّت لهذه العلاقة في صفقة الإفراج عن خلية عناصر الإخوان المتهمة بتفجير مسجد دار الرئاسة.
مصدر قيادي في المؤتمر الشعبي العام بصنعاء كشف لـ"المشهد العربي" أنّ إفراج الحوثيين عن خلية عناصر الإخوان المتهمة بتفجير مسجد دار الرئاسة جاء بعد تفاهمات بين القيادي النافذ المدعو محمد الحوثي وعناصر من المخابرات القطرية، التي سعت وراء الإفراج عن المتهمين الخمسة .
وأضاف القيادي المؤتمري أنّ هناك اتصالات بين المدعو محمد الحوثي، وعناصر من المخابرات القطرية، والقيادية الإخوانية المدعوة توكل كرمان التي تعمل مع قناتها بلقيس لصالح مخابرات نظام الدوحة، حيث كانت كرمان هي أول من أعلن الإفراج عن المتهمين الخمسة، وهو ما يؤكد متابعتها المباشرة لعملية الإفراج.
وأشار إلى أنّ القيادي الحوثي المدعو مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، أبلغ قيادات المؤتمر أنّه فوجئ بالإفراج عن المتهمين، وأنه لم يعرف بهذا الموضوع إطلاقًا.
وقبل أيام، أفرجت مليشيا الحوثي عن عشرة عناصر إخوانية بينهم خمسة كانوا معتقلين منذ نحو ثماني سنوات على خلفية محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في تفجير جامع النهدين عام 2011.
وتضمنت قائمة العشرة المفرج عنهم، عبدالله سعد الطعامي، ومحمد أحمد علي عمير، وغالب العيزري، وإبراهيم احمد الحمادي، وشعيب محمد البعجري، وحباري الاعوج، وحصن علي الاهجري، وهلال عكروت، وفواد الكبودي، وصالح علي أحمد البهلوي.
فيما أفرجت المليشيات الإخوانية عن 14 حوثيًّا، هم عبدالله محمد محمد المزيجي، ونايف محمد حميد صالح النجار، ويحيى محمد مصلح صالح المغربي، وعبدالحميد عبدالله حسين عامر، وعبدالقادر محمد إسماعيل عثمان الوزير، وعلي علي حسين علي صالح البحر، وحامد محمد سعد علي المنتصر، وبدر علي محمد حصن، وصلاح سعد صالح علي العفيري، وعز الدين يحيى بازل، وفارس محمد فارس الحمزي، وهاشم المتوكل، وعلي صالح الصوفي، ومحمد علي السراجي.
هذا التطور النوعي في العلاقات الحوثية الإخوانية، وفي هذا التوقيت بالذات، حمل الكثير من الدلالات، وقد لعبت فيه قطر دورًا أساسيًّا في محاولة لإنقاذ المستقبل السياسي لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، المُخترِق لحكومة الشرعية، في المرحلة المقبلة، والذي باتت أيامه معدودة، بعد اكتشفت فضائحه على الملأ، لا سيّما في ظل قرب الإعلان عن اتفاق جدة، والذي سيتضمن استئصالًا للنفوذ الإخواني بشكل كامل.
وكثيرًا ما تحاول قطر إفشال المحادثات الجارية في مدينة جدة السعودية بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية؛ بغية ضمان نفوذ حزب الإصلاح بوضعه الراهن، وحتى ولا تتضرر علاقات التقارب الحوثية الإخوانية، وعملًا على تفكُّك التحالف العربي، وقد كرّست الدوحة كثيرًا من الأموال لهذه الخطة، كما تشن حملات إعلامية ممنهجة، عبر شبكة "الجزيرة"، لاستهداف التحالف وتقوية النفوذ الحوثي - الإخواني، ليل نهار.