مليشياتٌ تعادي الدين.. منعٌ لدخول مسجد وحرمانٌ من حفظ قرآن

الأربعاء 23 أكتوبر 2019 17:28:34
مليشياتٌ تعادي الدين.. منعٌ لدخول مسجد وحرمانٌ من حفظ قرآن

"بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال".. الآية القرآنية التي يحفظها ملايين المسلمين على وجه الأرض، بات على آلاف القاطنين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي أن يواجهون حرمانًا من أفضالها، بعدما توالت انتهاكات الانقلابيين لبيوت الله.

مصادر محلية كشفت لـ"المشهد العربي" أنّ المليشيات الحوثية منعت طالبات مركز تحفيظ القرآن الكريم في مسجد الفردوس بحي سعوان في صنعاء، من دخول المسجد، بعد رفضهن تدريس ملازم مؤسس الجماعة في المركز.

المصادر أوضحت كذلك أنّ الطالبات لم يقبلن بالمشرفة التي فرضتها المليشيات عليهن في المركز، علمًا بأنّ المليشيات سبق أن حاولت إغلاق المركز في وقت سابق.

وكثيرًا ما استغلت المليشيات، المساجد بمناطق سيطرتها، في جمع الأموال وحث المواطنين على الذهاب لجبهات القتال، كما تقوم بتدريس أفكارها الطائفية، وإلقاء المحاضرات التحريضية بشكل يومي في المساجد لتكريس الطائفية وتمزيق ما تبقى من النسيج الاجتماعي.

وسبق أن عرض الناطق باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي مقطع فيديو يُظهر مليشيا الحوثي، وهي تدرِّب عناصرها في المساجد على زرع الألغام بالبحر الأحمر.

اللقطات التي عرضها التحالف، كشفت عن وجه إرهابي للمليشيات الحوثية، لكنّها ليست المرة الأولى التي تتكشف فيها معلومات من هذا الصدد، فسبق أن تم رصد معامل لصناعة الألغام في المساجد، في انتهاك مروع لحرمة بيوت الله.

ومنذ الحرب التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014، يستهدف الانقلابيون مئات المساجد ودور تحفيظ القرآن بالتفجير والقصف، وحوَّلوها إلى ثكنات عسكرية، في محاولات لخلق صراعات طائفية في المناطق التي تحاصرها.

كما أقدمت عناصر المليشيات الموالية لإيران على نهب محتويات المساجد، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وكافة الأعراف والقوانين الدولية التي تجرم التعدي على المقدسات الدينية ودور العبادة.

وقبل أيام، أغلقت مليشيا الحوثي مسجد السلام الكائن في حارة السلام بالدائري وسط مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وحوّلت الطابق الثاني للمسجد إلى مخزن للأسلحة، بالإضافة إلى مقر لتدريب عناصرها على السلاح ونشر الطائفية.

ولاحظ عددٌ من المصلين إدخال أسلحة إلى المبنى الذي تم إغلاقه، وسُمعت أصوات تدل على وجود تدريب على الأسلحة وكيفية استخدامها، فيما بررت إغلاق الدور الثاني للمسجد لعدم وجود مصلين لكي يتم فتحه.
وسبق أن طردت المليشيات إمام وخطيب المسجد السابق الشيخ "عيبان الريمي" من أهالي محافظة ريمة مع أفراد أسرته، واستبدلته بأحد عناصرها المنتمية لمنطقة ريام بالمحافظة.

تحويل الحوثيين، المساجد إلى ثكنات عسكرية أمرٌ ليس بالغريب على الانقلابيين الذين لم يردعهم خوفٌ من الله قبل انتهاك حُرمات بيوته، لتكشف المليشيات عن وجهها الإرهابي الطائفي الذي تعدّدت صنوفه وجرائمه.

المليشيات حوَّلت عددًا من المساجد والمرافق الحكومية والخدمية الواقعة في شوارع الستين والأقصى والأربعين وصنعاء وجمال والكورنيش والقدس وأحياء سكنية قريبة من جبهات القتال إلى ثكنات عسكرية للعناصر القادمة من خارج المدينة إلى جانب تكديس الكثير من الأسلحة والألغام والقذائف في تلك المباني.