أبو الشهداء يحيى الشوبجي.. نهرٌ يفيض بحب الجنوب
"عندما يجلس الإخواني مع نفسه، غارقًا في تفكير عميق، يقف متسائلًا: ما الذي يُميزهم عنا؟، لماذا نسقط أمامهم، لماذا أرضهم وقبلها عقولهم عصيةً علينا".. الإجابة تتلخص في "يحيى الشوبجي".
يحيى، أبو الشهداء، ذلك المناضل الوفي لوطنه وأرضه، قدّم الغالي والنفيس عن حق دفاعًا عن الأرض، قدّم ثلاثة من أبنائه فداءً للوطن، بعدما ارتقى الشهيد أنور اليوم الأربعاء، ليلحق بشقيقيه شلال ومازن.
"أنور" استشهد في جبهة الفاخر في مواجهة المليشيات الحوثية، فيما استشهد مازن، وهو قائد في المقاومة الجنوبية، في الخطوط الأمامية لجبهات القتال في شخب شمال غربي الضالع في 30 يونيو الماضي، واستشهد شلال، وهو مدير أمن ميناء المعلا، برصاص قناص حوثي في جبهة العباري حجر الضالع في 24 مايو الماضي.
ستة أشهر فقط فقد خلالها البطل المثابر يحيى الشوبجي ثلاثة من أبنائه فداءً للوطن، ويقول الرجل المكنى بـ"أبو الشهداء": "روحي وأرواح أبنائي الباقين فداء لكل أرجاء الوطن وأرجاء البلدان التي تقف وتقدم الغالي والنفيس في سبيل نصر المظلومين".
وكشفت مصادر لـ"المشهد العربي"، أنّ الابن الرابع لـ"أبو الشهداء" هاتفه وأخبره باستشهاد أنور، فطلب منه أن يقف مكان الشهيد على الجبهة، ليقدِّم دروسًا شديدة الإجلال في حب الوطن.
أي عزيمة تلك التي زرعت في قلب "أبو الشهداء" في حب الجنوب، ذلك الذي ارتضى التضحية بدماء أبنائه، بل وأكّد استعداده للتضحية بالمزيد، وقد اندلعت ثورة في حب الشوبجي على مواقع التواصل الاجتماعي، احتفت بهذه البطولات الخالدة.
قصة "الشوبجي" الملهمة تُلخِّص الكثير من الظواهر على الأرض، لعل أهمها حجم التكاتف الجنوبي لنصرة قضية الوطن الباحث عن التحرُّر، والذي يجابه العديد من التحديات والكثير من الخصوم على أكثر من جبهة، وهو وعي كافٍ لردع كافة المؤامرات.
وأبرز المؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب في الوقت الراهن تشنها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، التي تحاول إشعال الجنوب بالفوضى وبث العداء والكراهية على أراضيه، فيما لم يعد هذا الفصيل يشغل بالاً بالحرب على المليشيات الحوثية.
وحرص المجلس الانتقالي على تعزية "أبو الشهداء"، حيث بعث الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس أحمد حامد لملس، برقية عزاء ومواساة إلى المناضل يحيى الشوبجي، عزاه فيها باستشهاد نجله أنور في جبهة الفاخر أثناء تأديته لواجبه الوطني.
وعبّر لملس عن مشاعر الحزن والألم بخسارة واستشهاد البطل أنور، وهو يؤدي واجبه الوطني ويقدم روحه الطاهرة دفاعاً عن الأرض والعرض، ليلحق بركب إخوته الأبطال القائد شلال الشوبجي ومازن الشوبجي، اللذان سبقاه في التضحية والفداء.
وأشار الأمين العام إلى أن التضحيات الجسيمة التي قدمتها أسرة الشوبجي والوالد المناضل الكبير يحيى الشوبجي، الذي قدم أولاده الثلاثة مفتديًّا بأرواحهم الطاهرة للوطن، يعلمنا أصول الانتماء، ويعطي دروسًا في معنى التضحية والفداء.
وأضاف: "الدماء الزكية والطاهرة والتضحيات الجسيمة التي قدمتها أسرة الشوبجي والمكملة للتضحيات التي يقدمها أبناء الجنوب في كل بقعة من بقاع الوطن، هي من تصنع النصر وترسم ملامح الوطن الذي ينشده شعبنا الجنوبي العظيم".
وقدّم مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل محمد الجعدي، برقية عزاء ومواساة إلى المناضل يحيى الشوبجي (أبو الشهداء) ، في استشهاد نجله أنور.
وقال الجعدي في برقيته: "بألم بالغ وحزن كبير تلقينا نبأ استشهاد نجلكم أنور في جبهة الضالع الفاخر في مواجهة الحوثيين، ليلحق بركب أخوية الشهيد القائد شلال والشهيد مازن.. نشاطركم صادق الألم بهذا المصاب الجلل والخسارة الفادحة، وإن التضحيات الجسيمة التي قدمتموها ستظل وساماً معلقا في محراب ثورتنا وفي صدر التاريخ النضالي الجنوبي التحرري".
وأضاف: "إن كل عبارات الحزن والألم والرثاء لا تفيكم حقكم مهما تعدد الوصف والذكر، وأن هذا مصابنا جميعا، وعهدا علينا سنحمل راية شهدائنا وسنظل أوفياء في حمل القضية التي سقطوا من أجلها حتى النصر وبناء الدولة الجنوبية".