خِسة الحوثي.. كيف ردّت المليشيات على هزائمها أمام القوات الجنوبية؟

الخميس 24 أكتوبر 2019 19:56:22
خِسة الحوثي.. كيف ردّت المليشيات على هزائمها أمام القوات الجنوبية؟

إزاء خسائرها الهائلة أمام القوات الجنوبية في محافظة الضالع خلال الأيام الماضية، لم تجد المليشيات الحوثية إلا زراعة الألغام التي تستهدف من خلالها المدنيين.

المليشيات الحوثية كثّفت في الأيام العشرة الماضية، من زراعة الألغام في مناطق المشاريح وشخب والحذئه والفاخر، راح ضحيتها 13 شخصًا.

ومنذ يوم الجمعة الماضية، استمرّ انفجارات الألغام بشكل يومي، ما أدّى إلى مقتل المواطن فريق الحاج مسعد في منطقة الحذئة وإصابة أحمد علي الذي حاول إسعافه حيث تعرض لانفجار لغم آخر من بين عشرة ألغام تمّ اكتشافها في المنطقة

والأحد الماضي، أصيب المواطن عبده العفيف، من أبناء منطقة المشاريح، أثناء قيادته لحراثه وهو في طريق المشاريح رفقة اثنين من أبنائه لإصابات بالغة, كما أصيبت المواطنة نبأ مسعد الجبني في انفجار لغم أرضي أمام منزلها أدّى إلى بتر قدميها في منطقة شخب قعطبة تم نقلها إلى العاصمة عدن وحالتها حرجة.

كما تعرّضت سيارة جيب تحمل أسرة مكونة من سبعة أفراد، لانفجار لغم أرضي في منطقة الفاخر، ما أسفر عن إصابة الأفراد السبعة، كما أصيبت طفلة من منطقة الوبح في انفجار لغم حوثي.

ويقول رئيس دائرة حقوق الإنسان بالمجلس الانتقالي في محافظة الضالع علي محمود الأزرقي، إنّ المنظمات الدولية عليها تقديم الدعم لمساعدة فريق نزع الألغام في الضالع بأجهزة حديثة لتمكنها من نزع أكثر من ثمانية آلاف لغم بعد أن تمكنت من نزع ألف لغم بمعدات ووسائل بسيطة.

وتواصل مليشيا الحوثي زراعة الألغام في الأماكن العامة والأحياء السكنية والطرقات، من دون مراعاة وتفريق بين المدنيين والعسكريين.

وخلال خمس سنوات من انتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان، وثَّقت المنظمات الدولية والإنسانية سقوط آلاف الضحايا من المدنيين من جراء ألغام المليشيات، إضافةً إلى القنص وإطلاق القذائف.

وسبق أن كشفت تقارير رسمية أنّ عدد ضحايا الألغام الأرضية المزروعة من المليشيات الحوثية يتجاوز 3400 شخص، بينهم أكثر من 2700 قتيل، من بينهم 148 امرأةً و279 طفلًا، فيما أصيب أكثر من 700 شخص، أغلبهم من الأطفال.

وتشير أحدث التقارير إلى أنّ استخدام الحوثيين غير المبرر للألغام الأرضية أدى إلى مقتل وجرح مدنيين، فقد الكثيرون أطرافهم بسبب مناجم الحوثيين.

وتتنوّع الألغام المزروعة ما بين مضادة للدروع والأفراد، والعبوات الناسفة، والتي تعد ألغاماً فردية، محرم زرعها أو نقلها أو تصنيعها وفق اتفاقية أوتاوا، والتي تتنوع ما بين عبوات ناسفة بدوائر كهربائية وبأشعة تحت الحمراء "كاميرات"، وأخرى تعمل تحت الضغط، وقذائف مدفعية، ورشاشات، وقنابل طيران.

وتشير مصادر حقوقية إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.

الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.

والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.

وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.

وعلى مدار السنوات الماضية، سقط المئات من المدنيين الأبرياء بينهم عشرات الأطفال والنساء والمسنين، نتيجة انفجار الألغام والعبوات التي زرعتها المليشيات الحوثية في الطرق والوديان، فضلا عن مئات الضحايا جراء القصف الهمجي للانقلابيين على المناطق والقرى الآهلة بالسكان.